رد الفعل الروسي مؤسف ومحزن ...!!

بقلم: عبد الرحيم محمود جاموس

لقد جاء رد الفعل الروسي مؤسفا ومحزنا على حادث سقوط الطائرة الروسية مساء ١٧/٩/٢٠١٨ في المياه الاقليمية السورية اثناء اغارة طيران الكيان الصهيوني على مجموعة من الاهداف الصناعية في محيط مدينة اللاذقية والتي تقع تحت مظلة السيطرة العسكرية الروسية ...

للاسف لقد جاء رد الفعل الروسي اكثر من بارد ولا يتناسب مع الحدث على الاطلاق كما كان يعتقد المراقبون... ولا مع الهيبة المتوجبة ان تحظى بها دولة عظمى مثل روسيا وما يسعى اليه الرئيس بوتين من استعادة لتلك الهيبة الضائعة والمفتقدة منذ سقوط الاتحاد السوفياتي ...!

حيث تم التأكيد على استمرار التنسيق العسكري الروسي الاسرائيلي في الاجواء السورية .. فيما يخدم أمن ومصلحة الطرفين دون ادنى اعتبار للمصالح السورية الوطنية من قبل الحليف المنقذ للنظام السوري من السقوط والتهاوي .. هذا يؤكد دون ادنى شك ان ما يربطهما هو اكبر بكثير من ما يفرق بينهما و أن العلاقة الروسية الاسرائيلية اكثر اهمية من علاقة روسيا بسوريا وبكل العرب...!

قارن رد الفعل السريع والشديد على حادث اسقاط المقاتلة الروسية سابقا ... قبل اكثر من عامين من طرف تركيا وما ادت اليه من ازمة سياسية واقتصادية بين الطرفين وكادت تصل الى المستوى الامني والعسكري؟؟؟!!!!

فعلا انه شيئ محزن ومخزي لروسيا العظمى ... هذا الرد البارد ... ومشجع لاسرائيل على مواصلة عربدتها على مستوى الاقليم العربي ككل .. دون ان يردعها رادع .. استطيع ان اقول ... أن المتغطي بالروس من العرب ... ليس اكثر دفء ممن هو متغطي بالامريكان ... فكلاهما لن يحصل على الدفء.. لان الامريكان كما الروس .... يقدمون التزامهم بأمن اسرائيل وعلاقتهم معها .. و الحفاظ على تفوقها على العرب وعلاقتهما الاستراتيجية بها على اي علاقة مهما بدت مهمة واستراتيجية مع اي دولة عربية كانت بما فيها سوريا ....!!

هل يدرك العرب ان لا حليف لهم بل ولا صديق حقيقي لهم ؟!

و أن عليهم اعادة تقييم علاقاتهم مع الاخرين .. ..على اساس مصالحهم الاساسية والعمل على استعادة بناء نظام عربي متكامل امنيا واستراتيجا .. يقوم على اساس التضامن في تحقيق المصالح العربية وتوفير الامن القومي العربي للجميع ... لجميع الدول العربية ... لا امل ولا مستقبل للعرب دولا وشعوبا بغير ذلك ولا تنمية وتقدم دون ذلك ولا حل مشرف للقضية الفلسطينية دون ذلك ...

الى متى يستمر هذا الوضع الكارثي لجميع العرب ؟؟!

لا حول ولا قوة إلا بالله

بقلم/ د. عبدالرحيم جاموس