امام تصاعد الهجوم الأمريكي الصهيوني لتصفية الحقوق الفلسطينية، وفي المقدمة منها حق العودة ، اكد الشعب الفلسطيني بصوته المرتفع رفضه لاي مس بحق العودة من خلال الاعتصامات التي شهدتها معظم مخيمات الشتات وفي الداخل ، كما اظهرت مسيرات العودة الزخم الجماهيري ، اضافة لوقفة التضامن الكبيرة مع الخان الاحمر ، مؤكدين للعالم في رسالة واضحة بانه لا يمكن ان تمر صفقة القرن ولا اي طروحات ساقطة وطنياً.
إننا نرى بأن الوحدة الوطنية هي المدخل ألاساسي لمواجهة صفقة القرن والمخططات الصهيونية ، وهذا يتطلب العمل على التزام الجميع بقرارات المجلس الوطني والمركزي الفلسطيني وتطبيق اليات اتفاقات المصالحة وحماية منظمة التحرير الفلسطينية ومشروعها الوطني و استحضار الفعل الجماهيري بمواجهة الاحتلال باعتبار ذلك يشكل أحد الخيارات الرئيسية في دعم واسناد كلمة الرئيس محمود عباس في الامم المتحدة .
من هنا نقول ان الهجمة الامبريالية والصهيونية والرجعية بقيادة الولايات المتحدة على الشعب الفلسطيني وحقوقه بأدوات سياسية ومالية، مكانها الحقيقي محاكم جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، فالإدارة الأمريكية تمضي وبشكل واضح نحو تجاوز كل الأعراف والقوانين الدولية، وتستند في ذلك في ظل صمت بعض الانظمة العربية.
وفي ظل هذه الظروف نرى ان العودة الى مسار المفاوضات بدون استعمال أدوات العمل الوطني الكفاحي والشعبي التي مارسها ويمارسها الشعب الفلسطيني يكون خطأ جسيم وتجاوز لقرارات المجلسين الوطني والمركزي، وخاصة ان الكل الفلسطيني يجمع على عقد مؤتمر دولي لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ، في ظل استمرار الشعب الفلسطيني بمقاومته الشعبية بمواجهة الاحتلال، ويبدع بأدوات جديدة في هذه المواجهة.
إن مشروع صفقة القرن يشكّل الخطة التنفيذية للشرق الأوسط الجديد، يتهدّد بمخاطر وجودية على دول وشعوب المنطقة وليس على فلسطين فحسب، ولكن الخطر الأهم المتمثّل في تصفية القضية الفلسطينية وفتح بوابة التطبيع وإقامة دولة الفصل العنصري (قانون القومية) بعد اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ومحاولة أقفال وكالة غوث اللاجئين (الأونروا) لإلغاء حق العودة وفرض التوطين، واقفال مكتب منظمة التحرير في واشنطن ووقف المساعدات المالية ، لذاك يجب علينا ان نطالب كل الشعوب العربية والعالمية ان تقف في مواجهة المخاطر القادمة .
إن مواجهة الاحتلال، وخططه لتصفية القضية ليس بالعودة للمفاوضات، وخاصة نحن امام صفقة القرن المتدحرجة، فآن الأوان لتعزيز وحدة الصف الفلسطيني ومواجهة المخطط الأمريكي الصهيوني التصفوي وخاصة اننا في مرحلة كفاحية تستدعي بلورة استراتيجية وطنية تستند لكل اشكال النضال و تجعل القدرة على الحفاظ على الحقوق الوطنية المشروعة.
ختاما : نحن نتطلع الى خطاب الرئيس ابو مازن نؤكد على اهمية التمسك بالثوابت الفلسطينية ، ونتمنى على كل القوى السياسية، أن تنظر الى المرحلة الراهنة، وخاصة اننا ما زلنا في مرحلة تحرر وطني، وأن المهمة المركزية هي مهمة التخلص نهائيا من الاحتلال وتحقيق اهداف الشعب الفلسطيني.
بقلم/ عباس الجمعة