خطاب الرئيس بين التأييد والمعارضة

بقلم: حازم عبد الله سلامة

بسم الله الرحمن الرحيم
لا يعنيني الخطاب كثيراً ، ولم أشعر برغبتي بالاهتمام بتلك الخطابات لأنني كنت أتوقع مضمون الخطاب من سقف سياسي جميعنا نعلمه ومقيدون به ، ولطالما استمعنا الي خطابات كثيرة وكلها تدور حول نفس الموضوع والصيغة ونفس المطالب ، ونفس اللغة السياسية ،

ولم أهتم لما سبق الخطاب من حملات المعارضة والتحريض ، ولا حملات التأييد والدعم للخطاب ،
لعلمي أن من عارض الخطاب فهم دوماً معارضون لأي خطوة تمثل منظمة التحرير أو الرئيس عباس ، دون استعداد منهم للاستماع ، وحكمهم جاهز مسبقاً ، حسب انتماؤهم الحزبي وتعبئتهم الفكرية وخلفيتهم السياسية ،
ومن دعم الخطاب أيضاً هم أنفسهم دوما ًمؤيدين لكل خطوات يقوم بها الرئيس أي كانت قبل أن يعرفوا ما فحوي الخطاب ومضمونه ، ومنهم من تعود علي ذلك دون مناقشة ، وأخرون يؤيدون جكارة وكرهاً في الخصم المعارض دون أي مبرر سوي كرههم لفتح والسلطة ، والذين يشكلوا نموذج أسوأ بكثير من النموذج الذي يعارضوه وينتقدوه ويخونوه، فشنوا حملة مسعورة ضد الرئيس والخطاب ، مما خدم الرئيس ووفر له تأييد المجاكرة ،

إذاً المؤيد والداعم للخطاب والمعارض والرافض للخطاب لم ينتظروا حتي سماع الخطاب وكان حكمهم مسبق مما أفقدهم المصداقية فيما يقولون ، فهم يبنون فكرهم وآراؤهم وفق الحزب والجماعة ورؤية مسبقة ، دون أن يعطوا أنفسهم فرصة لمجرد الانتظار ليستمعوا للخطاب ويناقشوه من منظور سياسي بما له وما عليه ،

وماذا كان ينتظر المؤيدون أو المعارضون أن يأتي بالخطاب ؟؟؟ مادام هناك سقف سياسي الجميع متفق عليه سواء مؤيدون أو معارضون ، وهو دولة فلسطينية علي حدود 1967 وعاصمتها القدس ، وحق تقرير المصير ، واللاجئين ، وحرية الأسري ، وحرية الحركة وميناء ومطار واقتصاد ، ومادام تلك هي المحددات فماذا كنتم تنتظرون ؟؟؟

من رأي أن الخطاب قويا وجيد فهو محق لان هذا أقصي ما لدينا في ظل ضعفنا وانقسامنا ومناكفتنا بل وقمعنا لبعضنا واضطهاد بعضنا البعض ،
ومن رأي الخطاب ضعيفاً وغير مقبول فهو أيضا علي حق لو كان اعتراضه من منطلقات وطنية وليس حزبية وحكم مسبق ،
فمن حق المواطنين أن يطمحوا للأفضل ويكون لديهم أمل بقوة حقهم وإرادتهم بالانتصار لوطنهم وحقوقهم ،

المفروض منا قبل أن نخاطب العالم ونطالبهم بمساندتنا والوقوف معنا لنيل حقوقنا ، علينا أن نقف مع أنفسنا ونخلق نموذج وطني محترم ضمن وحدة وطنية واجماع وتوافق علي برنامج وطني لخدمة قضايانا الوطنية وليس لخدمة حزب أو جماعة أو أشخاص ، وحينها نستطيع أن نخاطب العالم بقوة ونطالبهم بمساندتنا والوقوف معنا لنيل حقوقنا المشروعة ،
فالخطابات والاجتماعات والقرارات تحتاج لبرنامج عملي لتنفيذها وتطبيقها حتي لا تبقي مجرد خطابات بالأدراج ،
والحكم علي الخطاب مرتبط بالقدرة علي تنفيذ مضمونه وما جاء فيه ،
فهل سيكون خطاب كما سبقه خطابات دون أي تنفيذ ؟؟؟!!! وننتظر خطاباً جديداً بنفس المضمون ، لنعود نختلف ونتناكف بجولة جديدة ؟؟؟!!
هل سيتم تطبيق قرارات المجلس الوطني والمركزي وتنفيذها ؟؟؟
أم سننتظر حتي ضياع ما تبقي من بقايا وطن !!!
تنويه هام / حركة فتح انطلقت عام 1965 لتحرير فلسطين وما كان في احتلال لأراضي 67 ،
الاحتلال منذ عام 1948 يا ريس ، يعني الاحتلال له 70 عام وليس 51 ،


كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected]
28/9/2018