لا شك بأن قضيتنا الفلسطينية باتت تمرّ في ظروف صعبة، في ظل استمرار انغلاق العملية التفاوضية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بسبب مماطلة إسرائيل وتعنتها في التنازل لصالح عملية السلام المتوقفة طيلة 25 عاما، فالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية كما تعلمون توقفت منذ أربع سنوات، ولكن كما رأينا خلال ربع قرن من الزمان توسع الاستيطاني الإسرائيلي أضعافا، والتهم الكثير من أراضي الفلسطينيين، مما جعل الاستيطان عقبة أمام التوصل العملية السلمية.
وكما رأينا حين أصبح ترامب رئيسا للولايات المتحدة صرح بأن يكون هناك خطة للسلام، وروج لها الإعلام الأمريكي جيدا في دول الشرق الأوسط، وباتت تعرف بصفقة القرن، لكن تجرأ ترامب وقام بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، وهذه الخطوة أدت إلى قطع السلطة لاتصالاتها بإدارة ترامب، وشجعت خطوة ترامب هذه إسرائيل على استمرار إعلانها عن نيتها بناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات الجاثمة على جبال الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس، وراحت الإدارة الأمريكية إلى أبعد من ذلك حين أقدمت على الاعتراف بنصف مليون لاجئ فلسطيني، وقطعت مساعداتها للأونروا في محاولة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، وباتت القضية الفلسطينية بهذه الخطوات التي اتخذتها واشنطن تمر في أصعب الظروف نتيجة معاقبة السلطة على رفضها لصفقة القرن، وكما رأينا أقدمت إدارة ترامب على إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن في محاولة منها لإرغام السلطة للعودة إلى طاولة المفاوضات لكن الفلسطينيين يقولون بأن صفقة القرن هي تصفية للثضية الفلسطينية، ولا بديل عن حل الدولتين بجانب حل قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، لكن إسرائيل لا تريد دولة فلسطينية من خلال نيتها السيطرة على الضفة الغربية
إن خطة السلام التي سيعرضها ترامب خلال شهرين أربعة أشهر كما أعلن، ليست واضحة إذا ما تضمن حل الدولتين أو حل الدولة الواحدة، أو أنها تضمن حلا بحكم ذاتي لمناطق السلطة الفلسطينية. ومن هنا فإن الفلسطينيين لا يرون بديلا عن حل الدولتين لشعبين يعيشان جنبا إلى جنب بعد صراع طويل، لكن السؤال هل ستقبل إسرائيل في نهاية المطاف بحل الدولتين؟
عطا الله شاهين