في نهاية مقاله اليوم وبعد خطاب الرئيس عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة كتب د. إبراهيم أبراش أستاذ العلوم السياسية وزير الثقافة السابق في خاتمة المقال
"" وأخيرا ، انتهت همروجة خطاب الرئيس ولم تنتهي همروجة الانقسام والمصالحة والمقاومة ومسيرات كسر الحصار ، فكان الله في عون الشعب الفلسطيني""
هذه النهاية التي عبر فيها د. أبراش عن المجموع الفلسطيني مؤيدا ومعارضا بأن الإنقسام لم ينته والمصالحة لم تتم والمقاومة ومسيرات كسر الحصار لم تتوقف ولم تحرز أهدافها ولا شيء تغير بالخطاب أو بدون الخطاب، ورغم إنقسام الرأي بين معارض ومؤيد، أي بمعني والسؤال في بطن الكلام، لقد انتهت كل الهماريج وليست همروجة خطاب الرئيس فقط للا حل، فما العمل؟؟!!
وبإستعراض البيانات وردود الأفعال الفصائلية وتعليقات المختصين والمحللين والكتاب علي الخطاب حيث عبرت غالبيتها عن نفس الفكرة التي وصل لها د. أبراش ليقولوا جميعا بأن كل الهماريج انتهت ولا حل فما العمل؟ وزاد عليها البعض سوادا في المقبل من الأيام بتوسيع العقوبات والحروب المتوقعة دون أن يطرحوا خطة جديدة وأن بعضهم أعاد إجترار الأفكار القديمة عن إستراتيجية موحدة، وحكومة وحدة وطنية، وانتخابات، وكلها مبنية علي المصالحة الغائبة والتي فقدت زخمها وقيمتها أو رفضها المنقسمون وقد تهربوا أيضاً من كل الحلول والمقترحات والتعديلات علي بنود المصالحة، وبات علي الجميع البحث عن طريق آخر والأبداع فيما هو مطلوب وحاسم للخروج من الأزمة والصفقة وتجنب الحروب المتوقعة.
حقيقة الأمر جاء الرد والمطلوب في بيان النائب محمد دحلان الذي طرح بكل قوة أن الخطوات القادمة والرد المطلوب والعملياتي هو كما أوضح بيان دحلان وبعد التشخيص الدقيق لعقم خطاب الرئيس ولما ما يتطلبه إنقاذ الشعب والقضية طرح دحلان الحل الممكن حيث يقول النائب محمد دحلان وهذا هو الإقتباس حرفيا من بيانه:
"" شعبنا سيقرر مساره وطريقه، ويقينا شعبنا سيرفض الانصياع الهادئ للخطوات التنفيذية المتدحرجة لصفقة القرن كما رسم أبو مازن خارطة طريقها بخطابه، وسيختار شعبنا النهوض والاصطفاف من أجل إعادة بناء جبهة داخلية قوية ومتماسكة تماسكا فولاذيا، وسيرغم قياداته، كل قياداته على الانصياع للحق الوطني، وكسر دوامة الانقسام المفزعة، وفضح كل مظاهر القهر والقمع الذي شهدنا بعضا من مظاهرها المخزية خلال الأيام الماضية بحملات الاعتقالات العشوائية للمناضلين في غزة والضفة على أساس الهوية السياسية ليس أكثر ..""
بناء جبهة داخلية قوية ومتماسكة تماسكا فولاذيا وشعبنا سيرغم قياداته كل قياداته علي الإنصياع للحق الوطني وفضح كل مظاهر القهر والقمع.
إلي هنا علي الكل الفلسطيني أن يتداعوا لبناء هذه الجبهة سريعا فهي آخر طريق للإنقاذ ونتمني علي النائب محمد دحلان البدء فورا بمشاورات حثيثة مع الكل الفلسطيني خلال هذ الأسبوع لإحباط ما يفكر به الرئيس لتدمير غزة سواء بالعقوبات الضارية المقبلة أو بالفوضي التي ستخلقها هذه العقوبات والتي حتما ستجلب حربا ضروسا. من إسرائيل خطط الرئيس للوصول لها من يوم أن بدأ العقوبات علي غزة...
هذا نداء أخير للإنقاذ..
أتمني علي الجميع الوطني والاسلامي سرعة إنهاء المشاورات والإعلان عن خطة طوارئ وتشكيل قيادة لهذه الجبهة الداخلية التي طرحها النائب محمد دحلان والمنوط بها إنقاذ الشعب الفلسطيني وقضيته قبل فوات الأوان.
بقلم/ د. طلال الشريف