الظلم لا يزرع إلا أشواك الحقد والكراهية

بقلم: سامي إبراهيم فودة

أن العض على الجراح والصبر على ألم المصاب والرِّفق واللين والرحمة ومخافة الله من ارتكاب المعاصي والآثام لهو دليل على مروءة وشهامة وبسالة وطيبة القلب وسعة الصدر ونقاء النفس التي يتحلي بها رجالنا الأشاوس أبناء الفتح الغر الميامين,

وتناسيهم ما جرى بحقهم طوال سنوات الانقلاب من ظلماً جاحد وقع عليهم,وحقناً منهم للدماء وإعادة لحمة النسيج الاجتماعي للوطن,التزموا بعدم الاقتراب من الدم الفلسطيني لأنه محرم وخط أحمر,

فان أبناء الفتح لم يتعلموا في أبجدياتهم النضالية والكفاحية طوال مسيرتهم الثورية ثقافة القتل والإجرام والتكفير والتخوين ورغم ذلك مازالوا يلاقوا الأمرين.....

للأسف الشديد وبعد مرور إثنا عشر عاماً لم تمحو بعد من ذاكـرة الوطن الذكريات المؤلمة من آثار عدوان الانقلاب الدموي,الذي وقع في غزة بحـق أبناء حركة فتح وأبناء الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الوطنية,وما خلفه من كوارث إنسانية وطبيعية, قد أطاحت بكل أحلام الفلسطينيين وإضاعة القضية الفلسطينية نتيجة تمسكهم بقضايا ثانوية..

كنت آمل رغم شكوكي بنوايا الآخرين بعدم إصلاح ما أفسدوه طوال سنوات الانقلاب من إزالة الأشواك وردم الفجوات وتضميد الجرح الغائر الذي تركه الانقلاب في نفوس أبناء حركة فتح خاصة وشعبنا الفلسطيني عامة والذين فجعوا من ظلم ذوي القربى طوال سيطرتهم على غزة بالقبضة العسكرية,

أن هذه الإجراءات الانتقامية من الحملات المسعورة والمتواصلة من استدعاءات واحتجاز وملاحقة ومطاردة وخطف وتعذيب بحق أبناء فتح تحت ذرائع وحجج واهية,إنما تزيد من حالة الاحتقان وتوسيع الهوة في إتمام المصالحة الوطنية وتهديد السلم الأهلي والضرب بعرض الحائط لكل القوانين التي تكفل حرية الرأي والتعبير ومظاهر ممارستها,

لهذا يجب أن تتوقف هذه الإجراءات البوليسية لأنها لا تجني إلا مزيداً من زرع أشواك الحقد والكراهية وتدمير نسيج المجتمع وإطالة عمر الانقلاب في غزة

الحرية كل الحرية لكافة المعتقلين في سجون حماس في غزة

بقلم/ سامي فودة