إلي الباحثين والعلماء. في السفر فوائد تعليمية جمه فأغنموها إن استطعتم.

بقلم: حكمت المصري

لقد قالها بأبلو نيرودا "يموت ببطيء من لا يسافر، من لا يقرأ، من لا يسمع الموسيقى، من لا يعرف كيف يستخدم عينيه."
كالعادة لم يكن سهلا أن أتخذ القرار للسفر والمشاركة البحثية خارج حدود غزة الضيقة، المحاصرة ،الحزينة ، لكنه الإصرار الذي يلازمني دائما والمقتنعة به على الدوام هو ما دفعني بقوة لتحدى الواقع والمحاولة دائما التغريد خارج السرب حتى لو كلف الأمر معاناة الشوق والمغامرة وتحدي الصعاب ، جاء موعد السفر فانطلقنا مودعين الأحبه بإتجاه معبر رفح البرى الذي أعهده كثيرا ، فقد كانت هناك سفريات كثيرة رأيت وعايشت فيها الكثير من الظروف والمواقف والأحداث التى تحتاج لكثير من الوقت لسردها ولكن لعدم رغبتي في خوض هذه التجربة حتى ولو بالكتابة سأقوم بالتركيز على كل ما هو إيجابي ومفيد ، فتجربتي في السفر جعلت لدى القدرة علي استغلال الأوقات المريرة في الانتظار والتفتيش بشكل إيجابي ومفيد حتي لا أشعر بالندم والملل والسأم .. بعد ثلاث أيام وصلنا القاهرة الممتعة رغم الضبابة الصناعية الكبيرة التى تغطي رأسها ورغم الرطوبة العالية والجو الأفريقي الحار ،الزحمة فيها ممتعه، الضوضاء الخارجة من أصوات السيارات تخبرك بأنك وصلتها بالتأكيد و بما أن الرحلة علمية سأركز على سرد ما يتعلق بالمؤتمرات ،والورشات ،والنقاشات العلمية والتي كان اولها الورشة التدريبية الخاصة بإستخدام التكنولوجيا في التدريس و التى عقدت يوم الأحد الموافق ٩/٩/٢٠١٨م الساعه ١٢ ظهرا في كلية التربية بجامعة عين شمس بمركز التميز على هامش المؤتمر الأكاديمي لإعداد المعلم التابع لكلية التربية جامعة عين شمس ، حيث كان يحاضرها الدكتور هاني نادي المحاضر في ذات الجامعة ، وقبل الخوض في تفاصيل الورشة سأتحدث قليلا عن جامعة عين شمس التي أبهرني فيها التطور الأكاديمي والتعليمي والعمراني مقارنه مع عام ٢٠٠٦م ، في ذاك الوقت كنت أدرس الماجستير فيها بالتعاون مع جامعة الأقصى وقد استطعت ملاحظة التغيرات التي حدثت بكلية التربية بالتحديد .وتجهيزها بقاعات خاصه بورشات العمل والتدريبات بأحدث الأجهزة والتقنيات الحديثة ، كنا حوالى خمسون شخصا نصطف تباعا لحضور الورشة التدريبية والتي بدأت بعرض سريع لأهم البرامج والمنصات التعليمية و التكنولوجية التى يمكن توظيفها لتسهيل عملية التعليم وتحويلها من المجرد للمحسوس، والجدير بالذكر هنا انه رغم إعتراض البعض على إقحام التكنولوجيا في العملية التعليمية بشكل كبير، إلا انتي مقتنعه بضرورة مواكبتها والاستفادة منها لإيصال الرسالة العلمية و العملية خصوصا أن هذه التقنيات فرضت نفسها على حياتنا حتي أصبح من الصعب الاستغناء عنها . وبالعودة للورشة التدريبية فقد استهلها الأستاذ الدكتور هاني النادي بالحديث عن البرامج ومنها edmodo ، Prezi ، and Mozik3d هذه البرامج سهلة الاستخدام ولكل منها مميزاته الخاصة ويمكن لأي شخص الاستعانة بالشبكة العنكبوتية خصوصا YouTube ومشاهدة الفيديوهات الخاصة بالتسجيل والاستخدام التعليمي وكيفية تحميل المستندات والفيديوهات والصور وحفظها ، اضافه الى طرق إعداد الاختبارات الدراسية من خلالها الكترونيا وتصحيحها ، يذكر أن بعض برنامج الخاص بالمنصة التعليميةedmodo هو ما قمت وزميلتي بإستخدامه وتجريبه من خلال تدريسيه لطلاب الصف العاشر في مادة العلوم وفاعليته في تنمية التحصيل والاتجاه . إن من خصائص هذا البرنامج الذي يشبه الفيس بوك هو سهولة الاستخدام ولديه ميزة يستطيع من خلالها الأبوان تسجيل الدخول للموقع ومتابعه أداء أبنائهم خطوة بخطوه، ويحتاج لخطوات بسيطه من أجل التسجيل فيه ودعوة الطلاب الدخول والانضمام إليه ويستغرق هذا العمل دقائق معدودة ، أيضا تم الحديث في هذه الورشة عن بنك المعلومات المصري الذي يتبع وزارة التربية والتعليم العالي المصري ويمكن لأي مصري الدخول إليه بإستخدام رقم البطاقة القومية هذا الموقع الرائع به العديد من المميزات من ضمنها أن المناهج المصرية متاحه عليه الكترونيا في جميع المراحل الدراسية المختلفه مدعمه بالفيديوهات والصور والمعينات التدريسية والمواقع الإلكترونية المدعمة لكل موضوع على شبكة الإنترنت جوجل ، كما يتيح هذا البرنامج إمكانيه ترجمة اي موضوع باللغه الانجليزيه العلمية ويتيح أيضا القدرة علي تشريح وشرح الأجهزة و الأعضاء والخلايا في الإنسان والحيوان والنبات بطريقه 3d الواضحه جدا .
يذكر أن بنك المعرفة المصري اسس بالشراكة مع شركة كلاريفيت أناليتيكس التى لديها تاريخ في تقديم ابتكارات رائدة لتفعيل القدرة على اكتشاف وتقييم المؤلفات البحثية وفق المعايير العالمية وتعمل علي تقييم تأثير البحوث، وتمكين الباحثين من حل أكثر المشاكل الملحة التي يواجهها العالم ، لدعم و تطوير التعليم العالي الخاص برؤية مصر 2030 نحو خلق وتطوير مجتمع قائم على المعرفة، هذه التجربة الفريدة والرائعة كم أتمني أن تنفذ في فلسطين من أجل والاستفادة ، وكم أتمني أيضا على الخبراء والباحثين المساهمة في نشر خبراتهم وتجاربهم وآراءهم في المجتمع التربوي والتعليمي داخل المعاهد والكليات والجامعات من منطلق القول زكاة العلم نشره .. هذا ما يتعلق بالجزء الأول من الورشات التى حضرتها وسيكون هناك أجزاء أخري لمواضيع سيتم التحدث فيها لاحقا.

الدكتورة حكمت المصري