برامج التشغيل المؤقت بين الاغاثة والتنمية

بقلم: ماهر تيسير الطباع

على مدار العشر سنوات السابقة إنتشرت برامج التشغيل المؤقت في قطاع غزة بشكل ملحوظ ونفذ خلال الفترة السابقة العديد من البرامج وتم تشغيل الآف الخريجين وتم صرف ملايين الدولارات على تلك البرامج , لكن للأسف الشديد لم تحقق أهدفها في تحقيق تنمية مستدامة من خلال خلق فرص عمل جديده , وخفض معدلات البطالة المرتفعة في قطاع غزة.

وساهمت برامج التشغيل المؤقت إلى حد ما في التخفيف من حدة الظروف الاقتصادية في قطاع غزة الذي يتعرض لحصار إسرائيلي ظالم , بالإضافة إلى إيجاد فرص عمل لعدد من الخريجين لفترات محدودة.

وبالرغم من أن القطاع الخاص الفلسطيني يعتبر هو المشغل الرئيسي للعمالة في فلسطين , حيث بلغت نسبة العاملين في القطاع الخاص 52.7% في فلسطين في العام 2017 , إلا أن كافة برامج التشغيل المؤقت تنفذ بعيدا عن مؤسسات القطاع الخاص ودون أي تنسيق يذكر.

ولم تساهم برامج التشغيل المؤقت في خفض معدلات البطالة في قطاع غزة من خلال توفير فرص عمل مستدامة , حيث بلغت معدلات البطالة في قطاع غزة خلال الربع الثاني من عام 2018 وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني 53.7% وبلغ عدد العاطلين عن العمل 283 الف شخص في قطاع غزة , وتعتبر معدلات البطالة في قطاع غزة الأعلى عالميا.

وإرتفع معدل البطالة للأفراد (20- 29 سنة) الحاصلين على مؤهل علمي دبلوم متوسط أو بكالوريوس في قطاع غزة ، خلال الفترة 2017-2018 إلى 73%.

وتوجد العديد من التحديات التي تعيق نجاح برامج التشغيل المؤقت وعلى رأسها إستمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة , عدم التنسيق أو الشراكة مع مؤسسات القطاع الخاص في تنفيذ تلك البرامج , النمو السكاني المتزايد في قطاع غزة والزيادة السنوية الكبيرة في عدد الخريجين , أزمة الكهرباء والتي بدورها تساهم في خفض الإنتاجية في كافة الأنشطة الإقتصادية.

التوصيات

ضرورة تنفيذ برامج التشغيل المؤقت بالشراكة مع مؤسسات القطاع الخاص والتي تعتبر المشغل الأكبر للعمالة في فلسطين.

ضرورة إعطاء الخريجين دورات تدريبية متخصصة قبل إنخراطهم في سوق العمل تتوائم مع التخصص والوظيفة المتجه إليها.

يجب وضع الخريج في أماكن تتواءم مع اختصاصه ورغباته، مما يساهم ذلك في لفت انتباه المشغلين لتلك الطاقات ومن ثم توظيفها والإستفاده منها في شركاتهم ومؤسساتهم بصورة دائمة.

توجيه الخريجين الحاصلين على تشغيل مؤقت إلى ورش ومصانع وشركات تكسبهم خبرات إضافية أو جديدة لتكون فرصة لتوظيفهم في المستقبل.

يجب تغيير المفهوم السائد حول برامج التشغيل المؤقت بأنها دورات بطاله مؤقتة , و أن تكون هذه البرامج حلًا لأزمة البطالة في غزة , وليس مجرد 'إبرة بنج' للخريجين العاطلين عن العمل؟

ضرورة أن تساهم برامج التشغيل المؤقت في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، من خلال المساهمة في توليد فرص عمل مستدامة للخريجين العاطلين عن العمل من جهة والمساهمة في تخفيف تكلفة فرصة العمل لدى المنشآت الصغيرة والمتوسطة.

بقلم/ د. ماهر الطباع