كما نرى تسعى إسرائيل منذ مدة إلى وقف مسيرات العودة في قطاع غزة، التي باتت تربك الحكومة الإسرائيلية، فهي تريد أن تسود حالة من الهدوء على حدود القطاع، ولهذا نرى إسرائيل متحمسة لموضوع التهدئة، الذي تم البحث فيه عبر دولة مصر مع حركة حماس، ولكن المباحثات بشأن التهدئة توقفت، في ظل رفض السلطة الفلسطينية، لأن التهدئة بدون السلطة تكون خروجا عن المشروع الوطني، فمنظمة التحرير هي من تمثل شعبنا الفلسطيني، وعليها أن تكون مشاركة في موضوع التهدئة، كما جرى في التهدئة، التي وقعت قبل سنوات، لكن مباحثات المصالحة الفلسطينية تبقى أولوية لدى السلطة الفلسطينية وفتح.
إن ما يشهده قطاع غزة من مسيرات سلمية شبه يومية تقريبا باتت تقلق إسرائيل، لا سيما استمرار إطلاق البالونات الحارقة صوب حقول المستوطنات، التي عجزت قوات الاحتلال عن إيقافها، ومن هنا فإن إسرائيل تسعى إلى التوصل إلى تهدئة، رغم تصريحات مسؤولين إسرائيليين عن احتمالية سيناريو مواجهة مقبلة مع حركة حماس.
تحاول إسرائيل تقديم تسهيلات اقتصادية لقطاع غزة، ولكن بعد أن تسود حالة من الهدوء على حدود القطاع، ولهذا يرى رئيس الحكومة الإسرائيلية بأن عجز الجيش الإسرائيلي عن إيقاف البالونات الحارقة سيكون له تأثير على الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، لا سيما بأن التأثير سيكون في احتمالية نقص مقاعد حزبه في الانتخابات، التي ستجري في شهر مارس آذار المقبل بحسب ما هو متوقع، إلا إذا جرى تبكيرا للانتخابات لأسباب أخرى، ولهذا تريد إسرائيل التهدئة، لأن إسرائيل لا ترغب في شن عدوان على القطاع، لا سيما مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية، ولا ننسى جبهة الشمال في حال طرأ أي شيء جديد من شأنه إرباك إسرائيل بانشغالها على عدة جبهات..
عطا الله شاهين