“ إسرائيل “ ما بين الفكرة والدولة القومية “ 18 “

بقلم: عبد الحميد الهمشري

* معسكرات الجيش الصهيوني وجدار الفصل العنصري في محافظة جنين

في سبيل التضييق على الفلسطينيين والسير في خُطا تثبيت قومية الدولة سعت حكومة الاحتلال لتقسيم مناطق الفلسطينيين بـ أ و ب و ج والأخيرة تشكل ما يزيد عن الـ 60% من مساحة الضفة الغربية ولا صلاحية للسلطة الفلسطينية بها في تسيير شؤونها ، لدرجة أن المستشفيات الفلسطينية داخل المناطق " أ " تقع من ضمن المنطقة " ج " حتى لا تتمكن الكوادر الطبية فيها من إسعاف المقاومين الفلسطينيين أو المطلوبين للاحتلال ، فتعتقل أي وارد إليها بقصد العلاج من إصابته أو مرضه ، واختطت حكومات الاحتلال المتعاقبة سياسات تسعى من ورائها قضم مزيد من الأرض الفلسطينية محيطة بالتجمعات الفلسطينية سواء لأجل إقامة مستوطنات عليها أو إقامة جدر تحيط بمساكن الفلسطينيين أو إقامة معسكرات قمعية عليها وحارسة في ذات الوقت لأمن المستوطنين أو إحاطة مناطق تجمعات الفلسطينيين بشوارع التفافية لصالح أمن المستوطنين رغم تسليحهم جيداً في تحركاتهم وخنق الفلسطينيين بنقاط تفتيش بين المدن الفلسطينية تكون أشبه بمعابر لا بد ممن يدخل إليها المرور من خلالها أي أنها بمثابة معسكرات اعتقال جماعية .. ففي محافظة جنين هناك معسكران للجيش الصهيوني أولاهما معسكر سالم ويقع على الخط الأخضر - أي في المنطقة الحدودية الواقعة ما بين أراضي الـ 1948 و1967 - ويسيطر على أراضي من قرية زبوبا، في شمال غرب المحافظة ، وثانيهما معسكر مستوطنة ميفودوتان الذي يقع في الطرف الشرقي لها..

* جدار الفصل العنصري: بعد البدء في إقامة جدار الفصل العنصري في العام 2002، ارتفعت وتيرة الاستيطان الإسرائيلي في محافظة جنين خلال الأعوام: 2010 و2011 و2012م. وقد أظهر تعديل لمسار جدار العزل العنصري الإسرائيلي نشر على موقع (وزارة الدفاع الإسرائيلية) في شهر نيسان من العام 2007 أن الجدار يمتد على طول 69 كيلومتراً على أراضي المحافظة ، ويمر من خلال عدد من التجمعات الفلسطينية، ويؤثر على عدد آخر، كما ويعزل تجمعات فلسطينية أخرى كما في حالة قرى: برطعة الشرقية، وأم الريحان، وطورة الغربية، وخربة الشيخ سعد، وغيرها من التجمعات الفلسطينية. وفي المجمل بلغ عدد التجمعات الفلسطينية التي تأثرت من بناء جدار العزل العنصري على أراضي محافظة جنين 27 تجمعًا فلسطينيًا وللعلم فإن مسار جدار العزل العنصري الإسرائيلي يعزل 34475 دونمًا (34.4كم²) من الأراضي الفلسطينية في محافظة جنين (5.9 % من المساحة الكلية للمحافظ). ويعمل على تعطيل الحياة في عدد من القرى الفلسطينية فيها ، وبشكل خاص تلك القرى التي أصبحت خلف جدار العزل العنصري، حيث أن المواطنين الفلسطينيين القاطنين في تلك التجمعات الواقعة على الجانب الغربي من مسار الجدار، يعانون من صعوبة في التنقل من وإلى مدنهم وقراهم، كما يعانون من صعوبة في الوصول إلى أراضيهم المعزولة خلف الجدار، وهذه الصعوبات مجتمعة، تؤثر بشكل مباشر على مصادر رزق مختلف العائلات الفلسطينية الواقعة خلف الجدار ، كما يعانون حاليًا من نقص في الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية والخدمات الأخرى التي توفرها البلديات والمجالس المحلية. كما أن أكبر معزل يقع خلف الجدار هو معزل برطعة التي تقع إلى الغرب من مدينة جنين ويحوي عددًا من القرى الفلسطينية، بالإضافة إلى المستوطنات الإسرائيلية والبؤر الاستيطانية ، مع الأخذ بالاعتبار أن الجدار لم يعمل فقط على عزل قرى وبلدات فلسطينية كاملة بل اقتطع كذلك مئات الدونمات من الأراضي الفلسطينية وضمها بشكل غير قانوني إلى "إسرائيل"، حيث أن مساحة معزل برطعة الإجمالي تصل إلى 29.203 دونمات (29.2 كم مربع)؛ أي ما نسبته 5 % من المساحة الكلية لمحافظة جنين ، وهناك 14 تجمعًا فلسطينيًا تأثر من عملية بناء جدار العزل العنصري إلى الغرب من محافظة جنين أي في معزل برطعة، وهذه التجمعات هي: عانين، والعرقة، وبرطعة الشرقية، وزبدة، وأم الريحان، وخربة عبد الله اليونس، وظهر المالح، وطروة الغربية، والطرم، وخربة المنطار الغربية، خربة المنطار الشرقية، وامدار، والخلجان، وخربة سروج.

كما يضم المعزل تجمع " شاكيد الاستيطاني"؛ الذي تطلق عليه السلطات الإسرائيلية اسم "مجمع ريحان" ويقع إلى الغرب من مدينة جنين، وهو يحاصر بلدة يعبد وقرى : "عانين"، و"برطعة الشرقية"، و"نزلة الشيخ زيد"، و"طورة الشرقية، والغربية" و"الطرم"؛ ويبتلع أراضي يعبد من الناحية الشمالية، ليمتد نحو الداخل باتجاه الخط الأخضر، شاملاً المحمية الطبيعية (أحراش العمرة)، وهي المتنفس الطبيعي الوحيد في شمال الضفة الغربية ويشمل المجمع الاستيطاني مستوطنات شاكيد وحنانيت وريحان وتل منشة، ويرتبط مع مستوطنتي ميعامي وكتسير الواقعتين داخل أراضي عام 1948م، لتصبح كتلة استيطانية واحدة تتربع على آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية الزراعية والرعوية والحرجية.

Aabuzaher_2006 @yahoo .com

بقلم/ عبدالحميد الهمشري