أبو عثمان..!

بقلم: توفيق الحاج

من لا يعرف غزة لا يعرف (أبو عثمان) .. ومن لا يعرف أبا عثمان لا يعرف خان يونس وأقمارها في ليلها ونهارها ولا يعرف عبد الناصر و القومية العربية ولا حبش والجبهة الشعبية أيقونة اليسار !
أبو عثمان .. الرفيق رأفت النجار.. أول الخلايا .. وأول النضال كان ضمن كتائب المقاومة الشعبية لجيش التحرير الفلسطيني قبل النكسة
لم ينتكس بل تطور ورفاقه بحركة القوميين العرب الى جبهة شعبية علمها النضال الثوري وقلبها الحكيم وغايتها تحرير فلسطين!
امضى من شبابه 22عاما في الاعتقال وكان من أبرز قادة القيادة الوطنية الموجدة في الانتفاضة الاولى وأذكر له موقفا لا ينسى
( يوم منع الحاكم العسكري التجول في خان يونس يوم الجمعة محاولا هدم الجامع الكبير لمنع أي فرصة للتظاهر،فما كان من ابي عثمان ومن المرحوم عبد الحميد طفش والرفاق الا ان اقاموا صلاة الجمعة امام الجامع المغلق في وقت توارى فيه المتأسلمون تقية! ولما سأل الحاكم رأفت: انتم كفرة مالكم والصلاة؟ رد عليه بعفوية وبقوة :نحن أكثر ايمانا بديننا ووطننا من أي احد..! فخرس الحاكم واحمروجهه)
هذا الرجل العظيم تشرفت بالعمل تحت قيادته في التجمع الوطني الديمقراطي وحققنا به انجازات رائعة
وقفت الى جانبه مرتين في انتخابات المجلس التشريعي ايمانا بحكمته وبعد نظره امام الشعارات الخشبية المستهلكة وفاز بشعبية لم يسبقه اليها أحد ..فقد اجمعت علي نزاهته ونظافة يده كل الوان الطيف!
كيف لا وهو القائد ا لسياسي والميداني ورجل الاصلاح ..مكتبه ملجأ للمقهورين والمظلومين وبيته مضافة للمحبين والمحتاجين! لقد ترك أبا عثمان بصمة وذكرى في كل مكان في جمعية الهلال الاحمر برفقة خالد الذكر الراحل حيدرعبد الشافي ومؤسسة الضمير وكلية العلوم والكنو لوجيا و.. و..
ا تذكر سعادته وسعادتنا بلقاء شياب عربي من لبنان وتونس في بيته وتحقق رغبتنا باحياء حلم عروبي!
اتذكر قيادته للجنة تأبين الروائي المبدع (محمد ايوب) وأمله بتأبين يليق بالكاتب الراحل (عبد الحميد طقش)!
رحم الله قائدا وطنيا وحدويا عظيما يرحل من بيننا فجأة في وقت نحن احوج مانكون فيه اليه والانقسام البغيض لازال يهيمن علينا كاحتلال أبغض!
يا ابا عثمان.. يا رأفت النجار .. نبكيك كما نبكي جمال والحكيم وحيدر وأبا عمار ..
اصعد رفيقي الى الرفيق الاعلى ..
اصعد فموطنك السماء وخلنا في الارض ان الارض للجبناء!

توفيق الحاج