نميمة البلد: الضمان الاجتماعي... وملادينوف غير المرغوب به

بقلم: جهاد حرب

(1)   عقلنة النقاش في الضمان الاجتماعي

يحتاج النقاش الجاري في وسائل التواصل الاجتماعي وفي وسائل الاعلام بخصوص قانون الضمان الاجتماعي الى العقلنة؛ بمعنى فتح باب المداولة والاستماع الى الأطراف المختلفة خاصة أن مسألة مكافأة نهاية الخدمة أثارت النقاش المتشنج، وفي جزء منه اجتهاد محكمة العدل العليا المتعلق بطريقة احتساب المكافأة الذي اعتمد على الفقرة الثانية من المادة 42 من قانون العمل واغفالها لأحكام المادة 45 منه. كما "ينبغي" أن يأخذ النقاش بعين الاعتبار تخوفات المواطنين على مستقبلهم في ظل غياب الثقة ما بين المواطنين والنظام السياسي والذي تتأثر به مؤسسة الضمان الاجتماعي ذاتها.

وفي الوقت نفسه يحتاج هذا النقاش الى صدر واسع من قبل الحكومة ومؤسسة الضمان الاجتماعي لضمان حق المواطنين في التعبير عن آرائهم واحتجاجاتهم في القول وفي التجمع السلمي، والى تقديم نموذج دون اخطاء أو سهو أو هنات في الردود على الأسئلة، وطرح معقول يصل الى عقول الناس. وفي ظني أحسنت مؤسسة يوم أمس في مؤتمرها الصحفي بالقول: إن نصوص القانون خاضعة للتعديل بعد التجريب وابدائها روح الشراكة مع الأطراف المختلفة.

لا يختلف اثنان على أن قانون الضمان الاجتماعي ضرورة للمستقبل وحفظ كرامة المواطنين في شيخوختهم وكذلك للتضامن المجتمعي.

 

(2)   ملادينوف شخص غير مرغوب فيه

تحركات ممثل الامين العام للأمم المتحدة نيقولاي ملادينوف المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط تثير الريبة وتبعث على الشك في نواياه تجاه عملية السلام ذاتها أو حرصه على تطبيق قرارات الأمم المتحدة، بل باتت تتساوق مع خطط حكومة الاحتلال القاضية بتدمير خيار حل الدولتين والهادفة الى إقامة دولة أو كيان فلسطيني في قطاع غزة يخضع للحصار المستمر من قبلها، في المقابل ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية الى إسرائيل وإقامة نظام فصل عنصري لصالح المستوطنين. وكذلك ادامة أمد الانقسام من خلال تقوية حكم حركة حماس في قطاع غزة تحت بند المساعدات الإنسانية بتشجيع من الإدارة الامريكية التي أعربت عن نواياها الهادفة الى تصفية القضية الفلسطينية.

في ظني أن السلطة الفلسطينية قد أخطأت في التعامل معه منذ وضوج دوره في الأسابيع الماضية في محاولات التوسط للهدنة ما بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية دون علم الكيان السياسي الرسمي للفلسطينيين ومن خلفها. وحتى لا يستمر الخطأ على وزارة الخارجية الفلسطينية الإعلان رسميا عن انه شخص غير مرغوب به في الأراضي الفلسطيني، وإبلاغ مجلس الامن الدولي بانه يخدم سياسات الاستعمار الكولونيالي. وكي لا يتكرر نفس الخطأ الذي جرى مع ممثل الرباعية الدولية طوني بلير سيء الصيت والسمعة.   

جهاد حرب