بكل وقاحة ومحاولة تزييف الحقائق .... وكعادتها أمريكا بسياستها الخارجية التي تلفق التهم ... وتتنكر للحقوق ... وتحاول تمرير ما يحلو لها وما تراه بخدمة الكيان الصهيوني .... ومحاولة تجميل صورة هذا الكيان .. وجعله امنية يتمناها الجميع لكي تصل دول المنطقة الي مثل هذا الكيان .
هاجم المبعوث الامريكي للشرق الاوسط جيسون غرنبلات السلطة الفلسطينية وحركة حماس وذلك عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر مدعيا كذبا وافتراءا ان السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية وحركة حماس بغزة ... لم تساعد الادارة الامريكية بجعل الشعب الفلسطيني يعيش في ازدهار !!!! مثل اسرائيل !!!! واوضح المبعوث الامريكي انه يريد الشرق الاوسط بأكمله مثل اسرائيل !!!! فهي دولة ديمقراطية ومزدهرة وهي موطن الصحافة الحرة واقتصاد السوق الحر المزدهر !!!!! واضاف غرنبلات ان الادارة الامريكية متفائلة !!! بان يكون الشعب الفلسطيني في يوم من الايام مثل اسرائيل !!!! التي يوجد بها كل الاشياء التي يريدها كل مواطن بالعالم !!!!
وتابع غرنبلات بسبب قادة حماس في قطاع غزة ... والسلطة الفلسطينية بالضفة لم تتمكن ادارته من تحقيق ذلك !!!!.. مشيرا الى ان الادارة الامريكية أخذت نظرة مختلفة عن الكيفية التي يمكن ان تحقق هدفها في النهاية !!!!!
وكان وزير الخارجية الامريكي قد قال ان ادارته ترغب بأن يصبح الشرق الاوسط مثل اسرائيل !!!! مدعيا كذبا واستغباء وليس غباء ان الخطوات التي اتخذتها ادارة ترامب مثل نقل السفارة الامريكية للقدس المحتلة وقطع المساعدات المالية عن الفلسطينيين تأتي في اطار خدمة عملية السلام !!!!!
استغباء ام غباء .... ام وقاحة ليس بعدها وقاحة ... مثل هذا الحديث لا يمر على طفل صغير .... على اعتبار ان امريكا منحازة وشريكة بالعدوان والاحتلال ... وانها قد سقطت كراعي لعملية التسوية ولم يعد لها امكانية الوجود والحضور في ظل سياستها ... وما تمثله صفقتها من تنكر للحقوق ومن محاولة لتثبيت الاحتلال وافساح المجال له في ظل الاقليم والمنطقة .
ان يحمل غرنبلات السلطة الفلسطينية وحركة حماس ... وان يتباكى على الشعب الفلسطيني ... وقد كان قاب قوسين او ادنى من الازدهار مثل اسرائيل على حد وصفه .... وانه يريد للشرق الاوسط بأكمله ان يكون مثل اسرائيل باعتبارها دولة ديمقراطية وموطن الصحافة الحرة والاقتصاد الحر .... وتناسى المبعوث الامريكي ان اسرائيل المعتدية والمحتلة بكل عنصريتها وليس اخرها قانون القومية وما يجري من استيطان وتهويد واعتداء وقتل للأبرياء المدنيين ... ومن حصار للملايين من ابناء فلسطين الا تعبير على ان هذا الكيان العنصري يمارس ارهاب الدولة المنظم ... وليس كما يدعي المبعوث الامريكي على اعتبار ان هذا الكيان لا يشكل امنية لاي دولة من دول المنطقة ... وان التفائل الامريكي بأن يكون الشعب الفلسطيني بيوم من الايام مثل اسرائيل ... فيه من المغالطات كما فيه من الحقائق .
المغالطات محددة .... بأن الشعب الفلسطيني شعب يحب السلام ولا يعتدي على أحد ... شعب يتطلع الى بناء علاقات متبادلة على اسس سليمة .... وليس مثل اسرائيل ... شعب لا يعتدي على ارض الاخريين ولا على حقوقهم كما اسرائيل ... منبع التفائل للمبعوث الامريكي .... ان الشعب العربي الفلسطيني شعب حي ولا تنال منه الحروب والنكبات والكوارث .... بل كانت الظروف القاسية قد جعلت منه شعب حيا قادرا على الحياة رغم الموت الذي يحيطه ... قادرا على بث الآمال رغم كافة عوامل الاحباط ... شعب فلسطين يعمل بما هو متوفر ... ويبدع بما هو قائم ... ويحاول بكل جهوده وطاقاته ان يرسخ اسس الحياة الحرة الكريمة برغم الاحتلال والحصار ... ولم يكن لاحد من ابناء الشعب الفلسطيني يمكن ان يقبل بإفقار شعبه او احداث التراجع له .
أمريكا بكل عنصريتها ومحاولة تزييف التاريخ خدمة لهذا الكيان الصهيوني تحاول ان تسوق اسرائيل بأنها واحة الديمقراطية والسلام .... كما كانوا يسوقونها منذ عقود طويلة وحتى منذ تأسيس هذا الكيان .... والسنوات والتجربة وقد اثبتت انها ليست واحة الديمقراطية بل هي الدولة المعتدية العنصرية الارهابية القاتلة للأطفال والنساء والمدمرة لكافة سبل الحياة ... هذا الكيان الذي لا زال على غيه وعدوانه وعنصريته وادارة ظهره للسلام ... باعتبار ان السلام قاتل لوجوده ... وان السلام سيكشف مدى العنصرية والعدوانية المتحكمة بعقول هؤلاء الذين يستوطنون بأرض غيرهم ... كما هم قد اقاموا دولتهم على ارض غيرهم .
السياسة الامريكية وقد اصابها منذ زمن غباء لا حدود له ... وصوت لا يسمع فهل يستطيع وزير الخارجية الامريكي ان يقنع أحد في هذا العالم ان ادارة ترامب بقرارها بنقل السفارة الامريكية للقدس المحتلة وقطع المساعدات المالية عن الشعب الفلسطيني يأتي في خدمة عملية السلام ؟؟! انها اكذوبة لا حدود لها ... ومحاولة امريكية لتبرير سياستها ... وحتى تمرير صفقتها الملعونة .... بكل استغباء ووقاحة يمكن ان تسجل في تاريخ الاستعمار القديم والحديث .
بقلم/ وفيق زنداح