بسم الله الرحمن الرحيم
غزة بحاجة للحياة والحب والموسيقي ، غزة بحاجة للتخلص من ثقافة الموت ، غزة بحاجة للعدالة ، غزة بحاجة إلي عشقٍ مجنون يخترق كل الحدود ويطير بالأُفق عالياً ليصنع سعادة ويسترد فرحة سرقها الأوغاد باسم الدين وباسم الوطن ،
غزة بحاجة للإنسانية ليشعر ابنها بأنه إنسان ،
غزة بحاجة لأقلام جريئة وثقافة المحبة وأصوات حرة تصرخ لتزعج الظالمين وتؤرق ظلاميتهم وتهز عروشهم ،
غزة مدينة الحب تتفتح في الحرية ، وتبتسم رغم جراحها ، وتعاند من سلبها فرحتها وتصنع الفرح رغماً عنه ورغماً عن الألم ،
غزة تحب الغناء والموسيقي ، غزة تحب الرقص والطرب ، غزة تعزف الألحان علي أوتار عشقها للحياة ،
غزة تعانق البحر كعاشقة تخاطب الموج وتناجي نسائم الصباح علي شاطئها وتستمع لفيروز ، وتتراقص كأنها فتاة عاشقة تحلم بأن تتحرر من الظلام وتخترق البحر تلامس زرقة الماء وترتمي علي رمال الشاطئ دون أن يلاحقها ذاك المتعصب الغبي الذي يتلصص علي رشاقتها من خلف الجبل ويطيل النظر إليها مُمَتعاً ناظره ، ومن ثم ينقض عليها ليمارس حقده الأسود معتبراً الجمال والموسيقي كفراً ،
غزة تكره أن تلبس السواد وترفض أن تذبل وتصبح مدينة حزينة وشاحها البؤس والانغلاق ، غزة جميلة ترفض القيود وتحب النور والحياة وتلعن الظلام والظلاميين والظالمين ،
غزة ترفض أن يحاصرها الظلم ويلاحقها الموت من كل اتجاه ،
غزة تحب الحرية والانفتاح علي العالم ، غزة لا تكره أحداً إلا من يريد لها أن تبقي غارقة في بؤسها وحزنها ،
غزة نافذة للفكر والتحرر والثقافة والفن والأدب وحلم الشعراء ، غزة تعشق الحياة ، فاتركوها تحلم وتمارس طقوس العشق بطريقتها الخاصة ،
لا تكتموا أنفاس غزة ، ولا تغرقوها بأوهامكم وتطرفكم وظلاميتكم ،
غزة بحاجة لأن ترقص وترقص وتغني وترتل شعر الجمال والغزل ، وتعزف موسيقي هادئة لتنشر الحب بكل الأجواء ،
غزة تحتاج لتستريح علي شاطئ البحر وتلاعب ضفائرها والجدائل ، وترسم رأس قلب علي الرمال وتنقش للحب كلمات العشق والجمال ،
غزة الجميلة العاشقة تحب كل وطنها ولا تكره أحداً ، فلا تظلموها ولا تكتموا صراخ عشقها وأملها بالحياة ،
غزة تجلم بأن تنام علي أنغام موسيقي مونامور الهادئة ، وتكره صوت القذائف والحرب ،
غزة تحلم أن تتعطر بالعطر الباريسي الجميل ، وتكره ورائحة الدم والموت ،
هذه غزة إنها الحب والجمال والحياة ، هذه غزة التي نتمناها ونعشقها وتعشقنا ،
هذه غزة التي قتلتم بها الحب والحياة ومارستم ضدها كل العنف والارهاب ولكنها تأبي أن تموت ،
هي غزة ، تلك الضحية التي جربوا فيها كل أنواع الأسلحة وكل أنواع القتل ولكنها تأبي أن تموت ،
غزة التي تاجر بها الجميع ولكنها تأبي أن تكون سلعة بسوق نخاستهم السياسية وأطماعهم ،
غزة لن تقبل بكل من تاجر بها ، وغزة تعرف كل الحقيقة ، وغزة أسقطت كل الأقنعة وكشفت زيف كل المتاجرون بجراحها ،
وستبقي غزة عنوان الأمل لفلسطين كل فلسطين ، وستبقي غزة أجمل سمفونية حب ،
لكِ كل الحب يا غزة ، فغزة العشق علمتني الحب ، وعلمتني أن أحيا رغم الموت ،
كتب : حازم عبد الله سلامة " ابو المعتصم "
[email protected]
16-10-2018