فكر الاخوان غير قابل للحياة ... ويتصادم معها

بقلم: وفيق زنداح

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وفي حديث مع صحيفة الشاهد الكويتية تحدث بعنوان المقال باعتباره جزء من التجربة المصرية التي تم استخلاصها من قبل الشعب المصري حول عدم تناسب الفكر الاخواني مع طبيعة وسمات وثقافة الشعب المصري وتطلعاته الوطنية والقومية .
الفوضى الخلاقة ومشروع الشرق الاوسط لتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ واخونة المنطقة وما سمي بثورات الربيع وهي بحقيقتها مشروع امريكي صهيوني بامتياز.... لتمرير تنفيذ مشروع اخونة المنطقة .
مشروع امريكي كانت بدايته الفوضى الخلاقة والشرق الاوسط الصغير والكبير وما حدث من قلاقل وفلتان امني قال عنها الرئيس عبد الفتاح السيسي انها قد جاءت بواقع خاطئ ... بمعالجة خاطئة .. مضيفا الرئيس المصري الذي كان واضحا ومباشرا في حديثه للإعلام الكويتي وبصراحته المعهودة ورؤيته المعمقة ... بأن لا دور للإخوان في السلطة طالما بقي الرئيس بالحكم ... وان تنظيم الاخوان لن يكون له دور ... هذه النتيجة والاستخلاص بحكم تجربة مؤلمة ما بعد ما يسمى بثورة يناير .... والتي تحدث فيها الرئيس المصري مستخلصا اهم العبر والدروس المستفادة ... والتي حدثت بالعديد من الدول العربية والتي شهدت ما يسمى بالثورات لكنها كانت بحقيقة الامر في اطار مشروع الفوضى الخلاقة ... وما افرزته تلك الاحداث من فوضى وفلتان امني وتدمير لمؤسسات الدولة وتفكيك للجيوش واستباحة للأرض واختراق للسيادة وللقانون ... وزرع لبذور الفتنة الطائفية والمذهبية ... وصناعة لجماعات الارهاب التكفيري .
وما حدث من انعكاسات تنموية اقتصادية اجتماعية عطلت عجلة الانتاج وافقدت الاقتصاد مقومات قوته ... وزادت من اعباء البلاد والشعوب بزيادة ازماتهم وارتفاع نسبة فقرهم وبطالتهم وتدني مستوي الدخل وهروب الاستثمارات وتعطل المشاريع الاستراتيجية .
الرئيس عبد الفتاح السيسي وباللقاء مع صحيفة الشاهد الكويتية قال ان الشعب المصري لن يقبل بعودة الاخوان للسلطة ... لان فكر الاخوان غير قابل للحياة ... ويتصادم معها
تجربة واستخلاصات وطنية مصرية انسحبت على المنطقة العربية التي لم تعد تقبل بوجود جماعة الاخوان واساليبهم وسياساتهم وانتهازيتهم المفرطة .... والتي تتعدى الحدود المسموح بها والتي تفقد البلاد مقومات قوتها واستقرارها وتنميتها وعناصر الامن القومي بشكل عام .
لقد اعتبر الرئيس السيسي ان ما يسمى بالربيع قد جاء بواقع خاطئ .... لمعالجة خاطئة ... مؤكدا ان الفوضى الخلاقة قد جاءت بالخراب والدمار بالعديد من دول المنطقة .... واضاف الرئيس السيسي ان مصر قد خرجت بسلام من هذه الفوضى بحكم رسوخ مؤسساتها في وجدان الشعب المصري الذي حافظ على مؤسساته .
ومن صفحات التاريخ ولعلم القارئ ان تنظيم الاخوان الذي تأسس بمدينة الاسماعيلية على يد حسن البنا في نهاية عشرينيات القرن الماضي والذي تشكل بغطاء ودعم بريطاني في ذلك الوقت بحكم احتلال قائم .... وما توفر لجماعة الاخوان من تشكيل مؤسساتهم الدعوية والاجتماعية والاقتصادية استعدادا للحظة قد تأتي بعد سنوات او عقود .
لم يتنظر الاخوان فرصة الحكم عبر صناديق الاقتراع وعلى ارضية ديمقراطية بل كشفوا عن سياستهم ونواياهم بمحاولة اغتيال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر اثناء القاء خطابه بمنطقة المنشية بمدينة الاسكندرية .
تاريخ طويل للاخوان الذين لم يحسنوا توظيف قاعدتهم وبناء علاقاتهم داخل المجتمعات الذي تواجدوا فيها .. مما سهل من تحجيم الاخوان وانهيارهم وتلاشي وجودهم بصورة سريعة عندما تم تجاوز الخطوط المسموح بها واستخدموا السلاح لقتل المصريين ومارسوا الكثير من اساليب التعذيب والفوضى ... ومساعدة وتأسيس الارهاب في الارض المصرية .
لقد جاءت مرحلة ما يسمى بالربيع باعتبارها فرصة اخوانية بامتياز ... لاجل السيطرة والتحكم بمصير العديد من البلاد التي جرى فيها احداث داخلية وانهيارات حكومية كما في تونس وليبيا وسوريا وما سلم مصر من استمرار الفوضى والفلتان الامني والانهيار الاقتصادي وتوقف عجلة الانتاج .
الاخوان وقد استعدوا طويلا منذ عشرات السنين حتى تأتي لحظة التقاط الفرصة ... والتي لم يكونوا مؤهلين لها ... بل فشلوا .... ولم يستطيعوا ادارة دفة الحكم .... ولا حتى بناء ثقافة ما بين الحاكم والمحكوم .... مما سرع في كشفهم وانهيارهم بعد عام على حكمهم .... وما افقدهم من توازن سياسي واعلامي في ظل ضعف خبرتهم وعدم درايتهم بالعمل السياسي وثقافة الحكم .
فرصة الاخوان في مصر كانت فرصة الوجود الاخير .... والتي لن تعود اطلاقا بحكم تجربة ماثلة واستخلاصات قائمة .... ويقظة ووعي الشعب المصري .
من هنا جاءت قناعات الرئيس عبد الفتاح السيسي بحديثه لصحيفة الشاهد الكويتية والتي تعتبر تطابقا كاملا مع شعبه .... ورؤية المحللين والمتابعين وكتاب التاريخ .
الكاتب : وفيق زنداح