سياسة الترهيب الامريكي الاسرائيلي ... سياسة قديمة جديدة ... تحمل الكثير من العناوين والسياسات واشكال الضغوط المختلفة والتي تمارس ضد الشعب الفلسطيني لأجل اركاعه واستسلامه لسياسة امريكا واسرائيل ... والذين يريدون ايجاد الحلول المناسبة بالنسبة لهم وفق المقاييس الامريكية الاسرائيلية ... من خلال حلول جزئية ومنقوصة وما يفرض بالنسبة لهم حول ما يجب القبول به ... وعدم معارضته ... وكأنها حلول معلبة لا مجال ولا فصال فيها وليس من بعدها حقوق وحلول ومطالب !!!
دولة الكيان الغاصب والمحتل بسياستها العنصرية تمارس منذ نشأتها سياسة العدوان والقتل والدمار لكل من يخالفهم الرأي ونحن بالذكرى الثالثة والعشرين لمقتل اسحاق رابين رئيس الوزراء الاسرائيلي على يد متطرف يميني ومن وراءه من احزاب اليمين والمستوطنين والذين بفعلهم قد قتلوا أمال التسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين هكذا ارادوا وفعلوا ولم يترددوا للحظة حتى وان كان قتل أحد زعمائهم وجنرالاتهم .. كما لم يترددوا في قتل زعيم الشعب الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات بعد محاصرته لما يزيد عن ثلاثة سنوات وحتى يستكملوا قتل وانهاء عملية التسوية .
كيان تأسس على الدماء وسقوط الضحايا وسلب الحقوق والمذابح والمجازر .... يمارس سياسة القوة العسكرية .. وتشاركه وتدعمه الولايات المتحدة بالاستمرار بهذا النهج وتلك السياسة .
الترهيب الامريكي الاسرائيلي ومنذ عقود وليس وليد اليوم وما يتم ممارسته ضد الشعب الفلسطيني وحتى مع العديد من شعوب المنطقة ... أمريكا ترهب السعودية كما ترهب سوريا كما العراق ... كما دول منطقة الخليج ... وتتلاعب بورقة الخطر الايراني لعل وعسى ان يكون فائدة لأمريكا بحصولها على المزيد من النفوذ والاموال والامتيازات .
ولا تخجل أمريكا وادارتها برئاسة ترامب عندما تتحدث بصريح العبارة وبصورة مباشرة (ادفعوا حتى نؤمنكم ) ادفعوا ما لديكم من اموال حتى نحافظ على وجودكم وحكمكم ... سياسة بلا اخلاق ... وبلا انصاف وعدل ... وبلا موضوعية وقانون وعلاقات دولية وقانون دولي ينظم علاقات الدول والشعوب .
غطرسة أمريكيا وسياسة ترهيب .. تتطابق وتتوافق مع الترهيب الاسرائيلي وبكافة الاتجاهات .
ما يسمى بصفقة القرن ترهيب وترغيب .... محاولة اخراج القدس من الحل النهائي ... كما قضية اللاجئين ... كما منع المساعدات وممارسة التضييق الاقتصادي ... كما نقل القنصلية الامريكية ووضعها في اطار السفارة الامريكية وكأنها تريد ان تخلق أمرا واقعا مفروضا .
واليوم يتحدثون عبر تسريبات اعلامية ان ادارة ترامب وفي ترغيب للفلسطينيين ستجعل القدس عاصمة للدولتين الاسرائيلية والفلسطينية ... في خطوة للترغيب والقبول بصفقة القرن وما تحدثت عنه الانباء من ان ترامب يتحدث عن (مفاجات) لا يتوقعها الفلسطينيون وستكون لمصلحتهم وان القبول بالصفقة فرصة ذهبية .
الادارة الامريكية تعمل وفق سياسة التمرير ... والتخدير.. على طريق القبول .... والتنفيذ .. لأجل انجاز مشروع حل تاريخي .... يسجل لهذه الادارة دون غيرها ... ولا يهم من أخذ غير حقوقه .... ومن تنازل عن جزء منها ... الاهم انها تسوية ستعود على امريكا ودولة الكيان بالتواجد والحضور بقوة اكبر داخل المنطقة وبعائدات اقتصادية واستثمارية واستراتيجية تحافظ على مكانتهم ونفوذهم .... كما أمريكا وسياستها هي ذاتها اسرائيل التي تتطابق بسياسة الترغيب والترهيب ولا مانع لديها من احداث (المفاجأت) وليس أخرها تجميد اخلاء الخان الاحمر من سكانه واصحابه نتيجة الضغوط الدولية والمقاومة الشعبية والتحركات السياسية الفلسطينية ... وكما حدث على جبهة غزة وادخال الوقود وفتح المعابر منذ صباح هذا اليوم ترغيب تحت التهديد .... والترهيب ... هكذا سياستهم ونهجهم المستخدم بمعالجة القضايا والعلاقات مع الاخرين .
اسرائيل وامريكا يمارسون الترهيب والترغيب بما يحاولون طرحه من بكاء على معاناتنا الانسانية وضرورة ان يعيش اطفالنا .... وان نحلم بمستقبلنا .... كما يحاول المبعوث الامريكي غرنبلات ايصاله عبر مقالة له تم نشرها مؤخرا والتي تحمل من التناقضات والخدع ما يكفي للتأكد من ان امريكا ومهما اختلفت اداراتها تسير بخطى عدائية ومتطابقة مع السياسات الاسرائيلية
محاولة امريكا واسرائيل للالتفاف على الحقوق الوطنية والسياسية .... بمدخل انساني لحلول هي بالأساس واجبة على المحتل .. فالقوة المحتلة ملزمة بحسب القانون الدولي بتوفير كافة متطلبات الحياة للشعب المحتل .... ولم يكن بالإمكان تمرير بعض الحلول الانسانية على حساب حلول وطنية وسياسية .
حقوقنا الانسانية لا غبار عليها ..... ويجب ان نحصل عليها دون أي تنازل سياسي او دفع مسبق وبأي اتجاه .
ادخالنا المستمر بحالة الاشتباك والخروج بحلول انسانية ... يفقدنا الكثير من الابعاد السياسية والحقوق الثابتة
أمريكا واسرائيل مرتاحون من الحديث عن حقوقنا الانسانية والديمقراطية .... لكنهم يتجاهلون الحقوق الوطنية والسياسية فيحاولون التلاعب بمشاعرنا ودغدغة عواطفنا واستغلال ظروفنا لتمرير ما يريدون .... وكأنها العصا والجزرة سياسة قائمة لا تنتهي .. كما بكاء التماسيح .. وبكاء الظالمين ... وانتظار المظلومين .
الكاتب : وفيق زنداح