الصورة المرفقة من بقايا دارنا المُدمرة في مخيم اليرموك والتي تناثرت موجوداتها بكل الإتجاهات، هي كنقطة بسيطة، تكاد أن تكون مجهرية، ولكنها مضيئة، من ذاكرة الوطن المغتصب، الذاكرة الواسعة التخزين، والتي تتسع لكل الذاكرة الجمعية لشعب فلسطين، ذاكرة الوطن، الذي يأبى أن يموت، أو يُمسح عن الخارطة. إنها صورة من فلسطين، من حيفا قبل النكبة وتحديداً من العام 1925. الصورة لقريبة والدتي من أمها (من جدتي)، المرحومة صفية عمر القلعاوي، الملتقطة في ستوديو سافيدس في حيفا، مع طفلها وزوجها شعبان البُرد شقيق الشهيد فخري عبد الواحد البُرد الذي استشهد في معارك الدفاع عن حيفا وعن بقاء اهلها على أرضها في نيسان/ابريل 1948. شعبان البُرد ووفق معلومات والدتي كان يملك معمل (حلاوة) و (طحينية) في حيفا، قرب الجامع الجديد، وعلى مقربة من منطقة (عمود فيصل). انها صورة من العام 1925 تحمل معانيها في طياتها عن فلسطين وشعبها.
علي بدوان