انشغل الجمهور الفلسطيني بمشكلة خاشقجي وكان حالهم في تلك المشكلة والحدث هو حال انتمااتهم السياسية وموقفها من هذا النظام او ذاك ، وفي ازدحام التكثيف الاعلامي على مقتل خاشقجي ومن بين الصفحات المخفية تصريح مهم وخطير لابو الاديب رئيس المجلس الوطني ينصح فيه اعضاء المركزي بان يوكونوا حذرين ودقيقين في اتخاذ القرارات تجاه غزة تحسبا من ان يؤدي للانفصال ، وجاء الرد سريعا من عمان وعلى لسان رئيس السلطة ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ، قائلا بان المجلس المركزي سيتخذ قرارات صعبة وخطيرة ضد حماس ..؟؟! وان السلطة لم تعاقب غزة ..!! والاخطر من ذلك عندما قال : لا يريدون الوحدة ويريدون الانفصال وتطبيق صفقة العصر، فهذا شأنهم". اي الانفصال تحت حرية الاختيار لحماس ..؟؟ وهذا مسموح في وجهة نظر رئيس الشعب الفلسطيني ..!!! وأضاف : "اتفقت مع الرئيس عبد الفتاح السيسي على كلمة واحدة، إما أن نستلم كل شيء ونتحمل مسؤولية كل شيء أو يستلموا (حماس) كل شيء ويتحملوا مسؤولية كل شيء"...؟!
عباس ان يدري ام لا يدري فهو قد تنازل عن تمثيله ورئاسته للشعب الفلسطيني ايضا اخياريا وليس مجبرا ، عباس في تصريحاته هذه تعني ان منظمة التحرير الفلسطينية ليست ممثلة لكل الشعب الفلسطيني ...، الانفصال يعني اصبحت منظمة التحرير تمثل الساحة المتواجده عليها كنظام سياسي وهي الضفة ، وحماس اصبحت كنظام سياسي على غزة ، عباس لن يتنازل عن مواقفه وحماس لن تتنازل عن مواقفها اذا اصبح الاثنين يسيرون في مسار صفقة القرن ، وزير الشاباك اوضح ان المصالحة ليست في صالح اسرائيل وهم مع الحلول الانسانية والتهدئة والصاروخين الذين انطلقا من غزة بالخطأ نتيجة عاصفة رعدية ..!! وحماس والجهاد لم يقصدا اطلاقهما هذا راي الكابينت الاسرائيلي .
من المعقول ان عباس لا يعلم ماهو مصير الضفة والقدس ان اتخذ مزيدا من قرارات الانفصال ، الا يعلم ان مصير الضفة بعد الاستيطان وهيمنة الادارة المدنية انها ستصبح كنتونات ادارية امنية وسيختفي منها النظام السياسي بل ستختفي منظمة التحرير في وجود بديل في غزة .
اما حماس المستفيدة من الحصار والمستفيدة من قرارات ابو مازن فهي تجد ان الخيارات حددها لها محمود عباس وهو مزيدا من تجسيد الانفصال سياسيا وجغرافيا ومؤسساتيا فحماس جاهزة على الارض فلها جيشها وامنها وشرطتها وقضاؤها وتمويلها ايضا وهي تلك ضفقة القرن للطرفين .
لا اعتقد ان البدائل عن مفهوم المصالحة الكلاسيكية قد انعدمت ولكن كل منهما يشبث بما يريد ، فان اختلف البرنامجين والاطروحتين وعجزت كل المحاولات عن احتواء تلك الفوارق فل نذهب لفدرالية كما الامارات والولايات المتحدة ودول اخرى لنحافظ على ماتبقى من الارض الفلسطينية ولنحافظ على النظام السياسي والوطني الفلسطيني .
عباس في تصريحاته وكانه يثبت المقولة بانه هو الديكتاتور الذي يضع ما يريد من قرارات ، هو يتحدث عن قرارات قبل ان تعرض على المجلس المركزي ويثق بانها ستاخذ الموافقة بالاغلبية .
نعم اذا اتخذ المجلس المركزي تلك القرارات التي يتحدث عنها عباس فهي فرصة لدول اقليمية ودولية لتدويل غزة وضم الجزء الاكبر من الضفة وتحويلها لروابط مدن .
وهنا نعيد التذير الذي اطلقه ابو الاديب سليم الزعنون الى المجلس المركزي لاتكونوا اداة في يد عباس ورغباته فانتم مسؤلين امام التاريخ والشعب ولن ترحموا وستلاحقون اذا ما اخذتم قرارات نجم عنها الانفصال .
اما واخيرا يقول عباس انه لم يعاقب غزة ..!! فهل كانت خصومات الرواتب الى 50% مجرد حلم وهي غير سارية على الضفة ، وهل كانت قرارات التقاعد المبكر حلم ايضا او اكذوبة ، وهل منع الوقود لغزة ايضا اكذوبة ، وهل وقف او التباطوء في التحويلات الطبية ايضا اشاعة ,,! وهل عدم خلق فرص توظيف في غزة كمثيلها في الضفة ايضا مش صحيح ، وهل وقفرواتب عدد لاباس فيه من قوات الامن والاجهزة الاخرى كان كذب ..؟؟ وهل وقفررواتب الاسرى في غزة ايضا كذب ..!!
اجمالا عباس ان نفذ ما يريد فهنا نهاية البرنامج الوطني والحُلم الفلسطيني
سميح خلف