وكأن مقتل خاشقجي ... فرصة لا تعوض لاخرين !!!!

بقلم: وفيق زنداح

مقتل الصحفي والكاتب السعودي جمال خاشقجي والذي ثارت من حوله الكثير من التساؤلات والاقاويل التي مهما كانت ستبقي على أن الجريمة نكراء ومدانة وغير مقبولة .

فالقتل كوسيلة لمواجهة الاخر بفكره ومواقفه ستبقى جريمة لا تغتفر ومدانة سواء كانت هذه الجريمة ضد سياسيين او اعلاميين او حتى ضد أي انسان فالاختلاف حق مشروع ولا يواجه بالقتل ولا بالاعتقال .

المبدأ العام ازاء مثل هذه القضايا والتي توضع في اطارها الانساني والمهني لا تخضع للنقاش ولا للحوار حولها لاعطاء المبررات حول هذا الفعل او ذاك ... بل الموقف الطبيعي سيكون الرفض القاطع لمثل هذه الاعمال في الاطار المخالف والواضح والفاضح والمتناقض مع السياق القانوني والمهني والانساني .

رفض مقتل الصحفي والكاتب السعودي جمال خاشقجي لا يعطي الحق باستغلال دمائه لنسج خيوط التأمر والحملات الاعلامية والابتزاز السياسي والاقتصادي ضد المملكة العربية السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان وسمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان في اطار ما يخطط ضد السعودية ما قبل القتل وما بعده .

ليس من الانصاف والعدل والقانون ولا حتى بأصول السياسة والعلاقات الدبلوماسية ... ان تخرج الالسنة عن سياقها وكأنها تحمل عنوان الانسانية والدفاع عن الابرياء ... كما الدفاع عن الصحفيين ... عملا بحرية الرأي والتعبير وصيانة الحقوق المهنية والانسانية وان يأتي هذا القول على السنة من قتلوا وعذبوا وشردوا .... على السنة من دعموا قوى الارهاب أن يأتي مثل هذا الكلام والموقف على لسان تركيا أردوغان التي قتلت الالاف ولا زالت تعتقل عشرات الالاف ولا زالت تمارس شتى انواع التعذيب والملاحقة للمعارضة التركية .

تركيا التي تصدرت المشهد بحكم ان الجريمة قد ارتكبت على ارضها وداخل القنصلية السعودية ولان جمال خاشقجي هو اخواني الانتماء وذات علاقة وطيدة بالحكم التركي قد ضاعف من ادانة الموقف التركي لهذه الجريمة .... وجعلها بسياق أخر فرصة للابتزاز السياسي والاقتصادي في ظل ضعف الاقتصاد التركي وطبيعة التحالف وشراكة المصالح ما بين اردوغان تركيا وقطر وادارة ترامب والتنظيم الدولي للاخوان .

هذا الموقف المشترك والمختلف بكافة مصالحه .... على اعتبار ان ما تريده تركيا يختلف عما تريده ادارة ترامب يختلف عما تريده قطر والتنظيم الدولي للاخوان .

أمريكا .... تجد فرصتها ما بعد حادث مقتل خاشقجي بممارسة سياسة الابتزاز للسعودية وأخذ المزيد من المواقف والاموال بعد ان حصلت على ما يقارب 500 مليار دولار في بداية عهد ترامب وما بعد قول الرئيس الامريكي وبكل صراحة (ادفعوا حتى نؤمنكم ) وهذا التصريح السابق على مقتل خاشقجي والذي يؤكد على درجة الابتزاز الامريكي للمملكة العربية السعودية .

وقطر المحاصرة من قبل دول مجلس التعاون الخليجي والتي ترى فرصتها الذهبية بالتخلص من هذا الحصار والعزل من خلال الرياض واستغلال الموقف وممارسة الابتزاز

والتنظيم الدولي للاخوان يسعى لكسب المواقف السعودية واعادتها الى سابق عهدها بما يوفر لها فتح الابواب وعدم استمرار اغلاقها

أمريكا وتركيا وقطر دول لها مصالحها وتحركها سياساتها الاستيراتيجية ولا يهمها كثيرا مقتل الكاتب السعودي ... كما غيره الالاف ممن يتساقطون بفعل نظام اردوغان بتركيا على الارض العراقية والسورية وحتى على الارض التركية .. كما ان امريكا التي قتلت عشرات الالاف في افغانستان والعراق وسوريا وبسلاحها الذي تزود به اسرائيل يقتل من ابناء الشعب الفلسطيني دون أدنى صوت معارض من أمريكا .

والملايين من الذين هجروا وعشرات الالاف الذين قتلوا بفعل التدخل القطري في ليبيا وسوريا وغيرها من مناطق النزاع .

والاخوان وما اشاعوا من فوضى وقتل وخراب وتآمر على دولهم وشعوبهم في سوريا والعراق وليبيا ومصر وغيرهم .

المسألة أكبر من قضية اغتيال الصحفي والكاتب السعودي جمال خاشقجي والتي نرفضها بكافة المواقف .... ومهما تعددت الاسباب .... لاننا نؤمن بحرية التعبير والرأي وحرية الانسان بالتحرك واتخاذ المواقف في اطار القانون الملزم ... وليس الانفلات والفلتان ومناهضة القانون والذي سيكون له بالتأكيد ضحايا سواء اكانوا ابرياء او غير ذلك .

الرئيس التركي اردوغان وقوله ان السعودية لن تفلت من قضية مقتل الصحفي والكاتب جمال خاشقجي اذا لم تكشف عن الفاعل الحقيقي .... أرى فيها تدخل سافر ولا ينم عن حقيقة ما جرى بقدر النوايا والابتزاز الذي تسعى تركيا لتحقيقه.... ويشاركها أمريكا وقطر والتنظيم الدولي للاخوان .

محاولة الابتزاز التي تمارس ضد السعودية تبهت وتقلل من الرفض القاطع لمقتل الصحفي والكاتب السعودي ..... وتدخل القضية في متاهات السياسة والابتزاز والمصالح العليا التي لا تشعر بالانسان ولا بالمهنية .... ولا حتى بعائلة الصحفي والكاتب جمال خاشقجي وخطيبته والذين يتألمون ويصرخون بصوت خافت .... لا يسمعه من يديرون هذه الحملة التي فيها من القذارة كما فيها من الابتزاز ..... كما فيها من المصالح الطاغية التي لا تدلل على ان هناك من يتحدثون ويتحركون لاجل جمال خاشقجي بصفته الانسان والصحفي .... وهذه مصيبة المصائب .

بقلم/ وفيق زنداح