في مركزي عباس العصابة تنكشف أكثر

بقلم: محمد أبو مهادي

سينعقد في رام الله مجلس عباس المركزي بمشاركة عدد من الفصائل الصغيرة حجماً وموقفاً وجملة من المستشارين ووكلاء شركات الإستثمار الإسرائيلية وموظفي مكتب الرئاسة الذي تتزعمه "انتصار"، هم نفس الفريق الذي يخطب بهم الهباش كل جمعة بإستثناء بسام الصالحي الذي يجاهد من أجل الحصول على عضوية الفريق رغم الفوارق الطبقية الشاسعة التي تفصل بينه وبين فريق خطبة الهباش، جميعهم أثرياء اغتنموا فرص واقاموا علاقات ممتازة مع الإحتلال وهو مديون للبنوك ومهدد من القضاء الذي يتحكم فيه سيّدهم، الحزين قدم لهم موقف الشيوعيين الفلسطينيين بثمن زهيد ولم يشطب المديونية عنه لعصابات المال التي تتحكم مع عباس في القرار الفلسطيني، ولن ينجح في شطب الديون حتّى لو جند معه موقف محمد بركة وفريق "الدوحة الشيوعي" الذي رافق بركة في الزيارة قبل اشهر.

كنت اريد تخصص مقال منفصل عن المواقف التاريخية لحزب الشعب الفلسطيني قبل ان يتم تبييضه في عهد بسام الصالحي لصالح عصابة روابط القرى، لكن احترامي للتاريخ وعدد من الرفاق يجعلني اتريث في الكتابة، لقد كانت صورة الشهيد الشيوعي داوود العطاونة الذي اغتالته روابط القرى تكبّل يداي وتغلق فمي، فاختصرت الموقف في بسام الصالحي.

لسنا بحاجة إلى تذكير بنوعية الحضور في مركزي عباس الذي قاطعته القوى الفلسطينية المهمة، اصلاحي حركة فتح وحركتي حماس والجهاد الإسلامي والجبهتان الشعبية والديمقراطية وحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية التي يتزعمها المناضل مصطفى البرغوثي، وهذه القوى من الناحية العملية هي ذات الثقل الشعبي ان اردنا الحديث عن الوزن النسبي لفصائل العمل السياسي الفلسطيني، وذات التأثير الفعلي حيث استطاعت ان تجعل من قطاع غزة منارة للعمل الوطني الشعبي والعسكري رغم حلكة الظلام الذي فرضته اطراف الحصار الاسرائيلي الفلسطيني على قطاع غزة، وبهذا فإن الكلام عن نصاب قانوني لما يفعله عباس في رام الله هراء سياسي وأضاليل لا قيمة لها حيث يعلم الجميع أن مشروعة الفعل السياسية الفلسطيني تستند إلى تحالفات وتوافقات فصائلية وليست إلى لوائح قانونية أو قائمة أسماء يقررها عزام الأحمد ماجد فرج وتوافق عليها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

سيندب عباس حظه ويشتم بعض الحضور وبعض الغياب خلال الإجتماع، ثم يصفق فريق خطبة الهباش مع الصالحي، وسيصدر بيان يملأه (السوف) وبعد المقدمة الطويلة في شجب الموقف الامريكي سيقرر الفريق في مسألتين:
الأولى/ فرض المزيد من العقوبات على قطاع غزة وحرمان المزيد من الفئات الإجتماعية حقوقها.
الثانية/ حل المجلس التشريعي الفلسطيني باعتباره أخر المؤسسات الفلسطينية المنتخبة التي يستطيع عباس ضمان ربع اصواتها لصالحه.

سوف تبذل لجنة الصياغة للبيان الختامي جهداً كبيراً كي تصل إلى بيان حماسي لاهب يخاطب مشاعر الناس، في نفس الوقت لا يغضب الإحتلال ويدفعه على تقليص بعض تصاريح أعضاء المجلس المركزي ويحرمهم من إلتقاط صورة بجوار تمثال نيلسون مانديلا أو في متحف محمود درويش أو بجوار ضريح الزعيم ياسر عرفات.
لن تنفذ قرارات وقف التنسيق الامني وفكً الإرتباط مع الإحتلال، ولن تذهب السلطة إلى الجنائية الدولية لتقديم ملفات تدين قادة الإحتلال، ولن تكون قرارات مصيرية تغير وجه الشرق الأوسط، ربما سيشيد الإجتماع بحفلة مدينة روابي التي استطاعت جرح غزة، ويدعو لإنجاح حفلة ثانية تشرف عليها تنفيذية منظمة التحرير ومؤسسة سيدة الأرض التي لديها أنشطة مثار الإستفهام.

ستظل بعض القوى المقاطعة مترددة تراهن على صلاح عباس، وستسعى قوى أخرى لخلق واقع جديد، ووسط كل ذلك ستواصل غزة صمودها كما صمد الناس في القدس والخان الأحمر، وسيأتي الجديد.

بقلم: محمد أبو مهادي