( هنا غزة وجع القلب ) حازميات (26)

بقلم: حازم عبد الله سلامة

براءة الطفولة بغزة تُقصف بالمدفعية والطائرات ، تلك الأجساد النحيفة تمزقها قذائف الحقد الصهيوني أمام مرآي ومسمع من هذا العالم الظالم ، أطفال كان كل حلمهم أن يلاعبوا العصافير فتقطع أحلامهم قذائف العدو الصهيوني فتحولهم إلي أشلاء ممزقة تتطاير كالعصافير غارقون بدمهم الطاهر ،

أطفال صغار يحلمون بأن يلهوا مع الفراشات بين الورود فتتلقفهم قذيفة لتتناثر أشلاؤهم كالفراشات تحلق بالسماء تشكوا إلي الله ظلم الاحتلال وبشاعته ،

لا جدوي من الكلام ولن تجدي الخطب ولن ينفع أي شجب أو استنكار ، فجعجعة الكلام ما عادت تجدي ، فلتبتلعوا كل ألسنتكم وتصمتوا أيها الثرثارين ، اصمتوا أمام دماء وأشلاء أطفالنا ، فشعارات وخطب دغدغة عواطف الناس ما عادت تحرك مشاعر أحد ، فقد سقطت كل الشعارات والخطب أمام أشلاء أطفالنا ،

دماء أطفالنا ليس للبيع ولا للمساومة ولا لكسب المواقف وتحسين شروط مفاوضاتكم وهدنتكم ، دماء أطفالنا أغلي وأقدس من كل مناصبكم ومراتبكم وامتيازاتكم وأطماعكم ومصالحكم الحزبية والشخصية ،

دماء أطفالنا ليس سلعة للمساومة في سوق نخاستكم الحزبية ،

غزة حزينة تبكي جراحها وآلامها ، غزة الجريحة تنزف وتتوشح السواد حزنا علي هذا النزيف المتواصل الذي ينزف من قلب أمهات الشهداء ، غزة تتألم وقذائف ومدفعية الدبابات وصواريخ الطائرات ورصاصات الإرهاب الصهيوني تختطف زهرات شبابها وتمزق أطفالها أشلاء وتنشر الخراب ،

غزة ما عادت تحتمل هذا العذاب ، فغزة تقع ضحية لاحتلال وحكومتين ، غزة تقف منفردة تتلقي الطعنات من كل جانب ومن كل اتجاه ، فالأبرياء والبسطاء والفقراء يضحون وينزفون دمهم ، ثمن باهظ وكبير من الدم والتضحيات  يدفعه الفقراء والغلابة من شعبنا ، فهم لا يبحثون عن منصب ووزارة ولا جاه وأموال وسولار ورتب ورواتب وحكم ، ولا يعنيهم كل هذا يا فلاسفة السياسة وحناجر الخطب والشعارات ،

انهم بسطاء حتي في أحلامهم وطموحهم وأمنياتهم ، انهم يتمنون حياة كما الحياة ، ولا يحلمون بأكثر من حياة كالحياة ،

حكام عرب الرجس والنذالة يلهثون خلف التطبيع مع العدو الصهيوني والاحتفال بالوفود الصهيونية بعواصم العهر العربية ، وقذائف العدو الصهيوني تقصف أطفالنا وتمزقهم ، وضمائر حكام العرب غارقة بالنوم في سرير العهر الصهيوني تمارس الرذائل السياسية علانية وبكل متعة وخيانة ،

فلسطين تاجر بها الجميع وتسلقوا علي جراحها واستثمروا معاناتها ، وطعنوها في الظهر بخنجرهم العربي وتركوها تُذبح من الاحتلال وتنزف وحدها ، واسترزقوا من قضية فلسطين واستثمروا دمها مع العدو الصهيوني ، حكام وزعامات عرب المؤامرة تآمروا علينا وشتتونا ودعموا الانقسام خدمةً لعدونا وتنفيذاً لصفقاتهم المشبوهة ،

دماء أطفالنا وأشلاؤهم لعنة تطارد الاحتلال وكل المتآمرين ، دماء شهداؤنا تلعنهم وتكشف زيفهم وخياناتهم وخداعهم ،

هنا غزة وجع القلب ، هنا غزة نزيف الألم ، هنا غزة صرخات الوجع ، هنا غزة دموع الثكالى والأيتام والمقهورين ، هنا غزة تبكينا لأنها جرحٌ فينا ، هنا غزة التي تأبي أن تستسلم وستبقي رغم وجعها عنوان الكرامة لفلسطين كل فلسطين ، المجد للشهداء والعار للاحتلال ولسماسرة الدم وتجار الوطن ،

كتب :حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "

[email protected]

29-10-2018