عادت إدلب إلى الواجهة من جديد في الأزمة السورية المستمرة منذ سنوات، رغم أنها لم تغب كثيرا عن الواجهة في المشهد السوري، واتفاق إدلب الذي وقع بين موسكو وأنقرة في شهر أيلول الماضي يسير ببطء، رغم أنه أبعد شبه عملية عسكرية كانت على وشك الحدوث، لولا التوصل إلى اتفاق إدلب، الذي أبعد الحرب عنها، وبموجب الاتفاق الموقع بين تركيا وروسيا تم إنشاء منطقة منزوعة السلاح، وانسحبت فصائل المعارضة السورية منها، لكن الجماعات المتشددة التي لم تعلن موقفا رسميا من الاتفاق، ولم تنسحب حتى لو حركت من بعض أسلحتها هنا وهناك، إلا أن تركيا حاولت إقناع تلك الجماعات المتشددة بالانسحاب كهيئة تحرير الشام، لكن يبدو بأن تلك المحاولات من جانب أنقرة لم تنجح على الأقل في هذه المرحلة أو لحسابات أخرى، لكن حصل أول خرق قبل أيام في المنطقة المنزوعة السلاح، وبعد هذا الخرق الذي بدأته هيئة تحرير الشام بات يطرح سؤال هل اتفاق إدلب سينهار في ظل استمرار بطء تنفيذه والخروقات من قبل الجماعات المتشددة؟
لكن دمشق هددت من جانبها بأنها ستتدخل في حال استمر الخرق لهذا الاتفاق، من قبل الجماعات المتشددة، وإن الجيش السوري سيشن هجوما على المنطقة المنزوعة السلاح، ويأتي تهديد دمشق بسبب استمرار التنظيمات المتشددة بالاعتداء على نقاطه ومواقعه، فالكل يعلم بأن مدينة إدلب ما زالت تحت سيطرة تلك الجماعات المتشددة التي ترفض الاتفاق أو لم تحدد موقفا رسميا منه، وبعد هذا الخرق ترى موسكو بأن هذه الجماعات المتشددة كهيئة تحرير الشام تريد إفشال تنفيذ اتفاقية المنطقة المنزوعة السلاح، ومن هنا بات يطرح سؤال هل اتفاق إدلب سينهار من خروقات الجماعات المتشددة؟
بقلم/ عطا الله شاهين