تابعت كغيري من الملايين افتتاح منتدى شباب العالم بمنتجع شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية ، وبرعاية وحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعدد من المسؤولين المصريين والعرب والأجانب ، كما كان الحضور لافتا ومميزا للرئيس الفلسطيني محمود عباس .
وأنا هنا لست بصدد سرد الحضور ، لكنني امام ما شاهدت من تنظيم رائع وعمل جبار نتيجة جهود شابة امنت برسالتها وصوابية اهدافها، ومدى عمق قناعاتها وايمانها ان مثل هذه المنتديات تعزز الروح الانسانية وتجمع القلوب ، كما تلتقي العقول .
تجمع شبابي رائع ومبهر ويدعو للفخر والاعتزاز ، ويؤكد ان الانسانية والإيجابية اكبر من كل شعار وان المحبة والتسامح والابداع والابتكار نقاط ارتكاز وتلاقي يجتمع من حولها الملايين بايمانهم العميق، بان لا شيء يعلو فوق الانسانية، ولا شيء يعلو فوق قدرة الانسان على الابداع والابتكار والعمل واثبات الذات والتقدم صوب الحياة بروح ايجابية وبمنطلقات انسانية وبإرادة خالصة على العمل والانجاز وتحقيق النجاح .
مثل هذه المنتديات والمؤتمرات تدلل بالملموس على ان هناك قيادات شابة تؤمن بفكرتها وتحاول انجازها والتأكيد عليها ، وقد وجدت في قيادة مصر ما يدفعها للأمام ،وما يفتح لها الطريق لإنجاز هذا المنتدى وبهذا الحضور الذي قارب على الخمسة الاف مشارك ، من خيرة الشباب المؤمن برسالته والذي يعمل على تحقيق السلام المجتمعي داخل بلاده ، والذي يؤمن ان العمل وسيلة ناجحة للانجاز، وان الابداع والابتكار والخروج عن المألوف يحقق الكثير من الخطوات المتقدمة صوب الاهداف .
لقد شعرت وانا اشاهد هذا المنتدى الشبابي ان المجتمع المصري ومن خلال شبابه المنظم لهذا المنتدى يدركون اهدافهم ، كما يعبدون طريقهم ...ويتوجهون بإيمان عميق صوب رسالتهم التي يطلقونها امام العالم باسره ، رسالة السلام والمحبة والوئام ...رسالة الابداع والابتكار والعمل والانجاز، رسالة عدم الاستسلام لليأس والاحباط ، رسالة الرفض القاطع لكافة اشكال التطرف والارهاب ...رسالة تجمع ولا تفرق توحد الجهود وتجعل من لحظة اللقاء ...لحظة عمل دؤوب ومستمر ومتواصل على طريق بناء مجتمعات انسانية لها اسسها وقواعدها وقوانينها المنظمة لعلاقاتها .
انه بحق عمل مشهود وشاهد على ارادة مصرية خالصة لشباب مصر الواعد ، قادة المستقبل والذين امنوا بربهم ووطنهم ، امنوا بوحدة مجتمعهم بأطيافه وقياداته ، امنوا بعروبة مصر ورسالتها وما حباها الله بكتابه العزيز ، لمصر ان تفخر بأبنائها كما للرئاسة المصرية ان تفخر بهذا الجيل الشاب الذي فكر وابدع وانجز .
خمسة الاف مشارك سيكونوا ضمن عشرات الجلسات والذي سيتم من خلالها مناقشة العديد من المحاور والتي تتحدث عن قضايا هامة وعديدة مثال محاكاة للقمة العربية الافريقية ، والامن المائي في ظل التغيير المناخي، ودور قادة العالم في استباب الامن والسلام، وسبل مواجهة التطرف والارهاب .
العديد من الموضوعات التي تعمل على اشراك الشباب في صناعة القرار وتحديد التوصيات والدفع بالمسؤوليات، وعدم القبول بالاغتراب او التجاهل لقضاياهم المجتمعية .
ان الشباب وفلسفتهم الفكرية وقدراتهم الابداعية وايمانهم بحاضرهم لأجل بناء مستقبلهم، وما تولد لديهم من قناعات راسخة ان الايمان بالأوطان يجب ان يدفع الى المحافظة على تلك الاوطان، وعدم القبول بتآكلها بفعل افكار شيطانية وادوات شاذة وغريبة وافعال مشينة ومدانة .
وانا هنا لا املك الا ان اقدم احر التعازي بوفاة عدد من الاخوة الاقباط الذين سقطوا بفعل رصاص الغدر والخيانة والذين لا ذنب لهم الا انهم المحبين لوطنهم والعاشقين لنيلهم والمؤمنين برسالتهم .
هذا الفعل الجبان والمدان يؤكد انه لازال هناك بعض افكار المنحرفين بفكرهم، وسوادية قلوبهم، وعدم قدرتهم على العيش في بيئة سليمة ،لأنهم اعتادوا على اجواء الفساد وحياة المرتزقة .
مصر الكنانة وهي تشق طريقها ...وتبني مقومات وجودها وتعزز من قوتها تجد ان بناء الوطن من اعز واغلى الرسائل ...وان السلام والمحبة مسالة اساسية لبناء المجتمعات، وان العطاء والابداع في ظل عمل مخطط ومدروس يعالج الكثير من القضايا والملفات والمشاكل داخل اي مجتمع .
لا يسعني وانا اتابع منتدى شباب العالم الثاني وللمرة الاولى، الا ان اسجل مدى الفخر والاعتزاز بهذا العمل العظيم، الذي سيولد الكثير وسيحقق من الاهداف التي يمكن ان تساعد كثيرا وتساهم والى حد كبير في بناء المجتمعات بقدرات وعطاء هؤلاء الشباب .
بقلم/ ريم وفيق زنداح