الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة اليوم. ثلث مجلس الشيوخ ومجلس النواب كله. لن أتكهن بالنتائج مع أنني أقدر أن الديموقراطيين سيزيدون تمثيلهم في المجلسين، وربما سيسيطرون على واحد منهما.
الرئيس دونالد ترامب يقوم بحملات انتخابية كل يوم، وله أنصار من أنصاف المتعلمين الذين جاؤوا به الى الحكم في انتخابات عام 2016. إلا أنه فقد كثيراً من بريقه على رغم تحسن وضع الاقتصاد الأميركي، وهناك أميركيون كثر يقفون ضد حملاته على الضمان الصحي الذي وضِع في عهد باراك أوباما في البيت الأبيض لمساعدة الأميركيين الذين لا يملكون كلفة العلاج.
في غضون هذا وذاك الرئيس ترامب يشن حملات على أعدائه الحقيقيين والمحتملين، ولا ينسى السياسة الخارجية، فقد هاجم فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا، وفي كل من هذه الدول حكومة يسارية. الرئيس الأميركي هاجم "مثلث الإرهاب" أو مثلث "الدكتاتورية" وامتدح حكومات اليمين في كولومبيا وتشيلي والبرازيل. العقوبات التي أعاد فرضها على إيران هي الأقسى في تاريخ الولايات المتحدة.
نصير إسرائيل جون بولتون الذي اختاره دونالد ترامب مستشاراً للأمن القومي، هاجم خصوم الولايات المتحدة في كلام مسرحي يخلو من أي تفاصيل دقيقة وصحيحة. هناك مَن يعتقد أن إدارة ترامب ستؤيد أي انقلاب أو تحرك شعبي في الدول التي يعتبرها الرئيس الأميركي تخاصم بلاده.
إلى ذلك صرح الرئيس ترامب بأن الناطقة باسم وزارة الخارجية، هيذر نويرت، قد تخلف نِكي هيلي سفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة. هو قال إن نويرت مرشحة جدية بعد أن ألقى خطاباً عن اللاجئين. الرئيس لا يريد أي لاجئين في بلاده ولا يزال يريد بناء جدار يمنع دخولهم عن طريق المكسيك، إلا أن الجدار يلقى معارضة من بعض الأعضاء الجمهوريين الذين يقفون ضد الجدار كغالبية كبرى من الديمقراطيين.
ترامب قال عن نويرت "إنها ممتازة. هي معنا منذ وقت طويل.أيدتنا وقتاً طويلاً".
لن يمضي هذا اليوم إلا ونعرف نتيجة الانتخابات النصفية، ومرة أخرى سأبتعد من تكهنات يثبت أنها خاطئة، وأقول إن الرئيس ترامب يخاطب في جولاته الانتخابية أنصاره. هو أعلن في اجتماع انتخابي في فلوريدا انه ضد الحصول على الجنسية الأميركية بمجرد الولادة في الولايات المتحدة وسيعمل على إصدار قانون لمنع هذا الحق، وهو قديم في القانون الأميركي.
في فلوريدا الرئيس قال ما يعتقد أنه يفيد المرشحين الجمهوريين، إلا أن هذه الولاية تضم أكبر نسبة من السكان الذين هم من أصول لاتينية أميركية، وغالبية كبرى منهم تعارض سياسته علناً. هناك عائلات كثيرة من أصول في أميركا اللاتينية تريد أن تضم اليها أفراداً من العائلة لم يحصلوا على الجنسية الأميركية، والرئيس يعارض هؤلاء مع بقية اللاجئين مثل الموكب الذي ضم ألافاً منهم وأوقف في المكسيك قبل الوصول إلى الحدود الأميركية.
في النهاية هناك سباق على كسب أصوات الناخبين من أصول اميركية لاتينية، وأراهم يستطيعون أن يقرروا نتيجة الانتخابات في ولايات مثل فلوريدا وكاليفورنيا وغيرها. الرئيس ترامب يعتقد أنه يستطيع مواجهتهم بالكلام إلا أن هذا لا يصلح مع الأميركيين عامة وإنما مع أنصاره المعروفين، وهم نصروه عام 2016، ولا أعتقد أنهم يملكون القوة الانتخابية لينتصر في الانتخابات النصفية.
مع منتصف الليل في أوروبا سنعرف النتائج.
جهاد الخازن