هذا الإسبوع حدثان مهمان للإدارة الإسرائيلية يجب التوقف عندهما:
الحدث الأول: الذي حذر منه د. دصائب عريقات الجانب الاسرائيلي حيث أبلغ الجانب الاسرائيلي القيادة الفلسطينية بنيته إقتطاع أموال المقاصة الخاصة بقطاع غزة لتمويل الحالة الجديدة في القطاع لمنع إنفجار الأوضاع هناك على خلفية التدهور الأقتصادي والإجتماعي في القطاع نتيجة عقوبات الرئيس وأن إسرائيل ستتضرر من إنفجار غزة وعليه سوف تقوم الحكومة الاسرائيلية بالتصرف في أموال مقاصة غزة دون الرجوع للسلطة الفلسطينية .
والحدث الثاني: هو تصريحات رئيس الشاباك عن الهدوء المضلل في الضفة الغربية حيث هناك محاولات للقيام بعمليات موجهة من لبنان.
على ما يبدو أن الإسرائيليين لديهم خطة يعملون عليها في خطوط متوازية وتلك التصريحات والتنبيهات ليست وليدة اللحظة بل هي تحمل في طيها وجهان، الوجه الأول أن تقديرات الشاباك قد تكون حقيقية وأن هناكةسعي للقيام بالعمليات أو أنها ضمن خطة متوازية مع تهديد السلطة في رام الله بإقتطاع مقاصة غزة وغيرها من خطوات حيث الأهم في تلك الأحداث هو التوقيت الذي صدرت فيه هذه التصريحات والطلبات مباشرة بعد بدء سريان ما سمي بالتهدئة في غزة وضمان تدرج عملية إنسحاب غزة من حالة الغليان التي تفجرت بفعل مسيرات العودة، وعلى ما يبدو أن هناك بالفعل ترتيبات تجري لتغيير الحالة في المركز في الضفة الغربية أي السلطة في رام الله بشأن يتعلق بخطة متكاملة لتفريغ حالة الرفض الفلسطينية العامة لصفقة القرن وأن الجميع يعمل على تفكيك هذا الرفض وعليه قد نشهد مزيدا من الخطوات في هذ الإتجاه في الضفة الغربية في الأسابيع المقبلة تتسارع أو تتباطئ هذه الخطوات موازاة مع تسارع أو تباطؤ أو انتكاس وضع الهدوء وتدرج خطوات الخطة أيضا في قطاع غزة، وهل تشهد الضفة الغربية تأزما محسوبا لإضعاف أو تفكيك موقف الرفض الشديد لقرارات المجلس المركزي ومواقف الرئيس عباس حيال صفقة ترامب وما هي سيناريوهات ذلك؟.
المتتبع للحالة الفلسطينية يشعر ببعض الأرباك في حركة الرئيس ومستشاريه والفريق الذي يعمل في رام الله ومغزى تلك الزيارات التي يقوم بها البعض الديبلوماسي من وإلى رام الله بالتوازي مع خطوات هذا التأزم المحسوب الأمريكي الإسرائيلي التي لم تظهر من ملامحه بعد إلا موضوع إقتطاع مقاصة غزة وتحذير الشاباك الذي قد يكون مضللا وهو بمثابة التمهيد لإفتعال أحداث مثل عمليات أو إختطاف أو قتل مدنيين أو جنود للضغط على السلطة لتسارع بالالتحاق بالصفقة أو لتنتهي عملية التأزم المحسوب من قبل إسرائيل بتقويض حكم عباس وإضعاف السلطة إلى الحد الذي يمكن معه إنهاء حقبة الرئيس عباس لتبدأ مرحلة جديدة تصبح الضفة وغزة في حالة قبول لشروط الصفقة؟
وهل زيارات مثل زيارة وزير دولة عمان هي في سياق إسترجاع أو إستجلاب أبو مازن لطاولة المفاوضات ضمن الخطة الناعمة أو الضاغطة لتغيير موقفه، لا ندري ولكن هناك شيء ما يتعلق بذلك.
الواقع يتحدث عن أن غزة ستنشغل في الأسابيع القادمة بتنفيذ خطة المساعدات الإنسانية التي رسمت في مؤتمر الداعمين في واشنطن بعرافة جرينبلات وقد تكون غزة أصبحت في الطريق لتكون تحت السيطرة من خلال الحلول الإنسانية التي تتحول لحلول سياسية ستضعف وضع الضفة الغربية وهذا ما نبه له الكثير من السياسيين وقدموا النصائح للرئيس عباس.
يبدو أن موجة الصفقة أعلى من إمكاتيات الفلسطينيين بمجموعهم أو منقسمين وأن السيادة والسيطرة والتحكم الإسرائيلي بالحالة الفلسطينية أقوى من أن يواجهها الفلسطينيون مجتمعون أو متفرقون، وأن الحالة العربية والإسلامية بما فيها الفلسطينيين قد خضعوا جميعا بما خطط له ترامب ونتنياهو لتصفية القضية على هذا النحو وأن ما يجري هو عملية تسليك للمسارات من بعض العوائق.
دعونا نرى تداعيات الأحداث في الضفة الغربية في الأسابيع القادمة وكيف ستدير إسرائيل وأمريكا والعرب الشأن الفلسطيني القادم وما هي التغيرات التي ستحدث ؟
ودعونا نرى كيف سيتصرف الرئيس والفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة في مواحهة مصيرهم؟
بقلم/ د.طلال الشريف