ما حدث بالأمس في خانيونس من جريمة صهيونية غادرة كانت تستهدف المقاومة بعمل أمني استخباري خطير، يهدف بالدرجة الاولي لتوجيه ضربة كبيرة جدا للمقاومة الفلسطينية وقادتها وشعبنا الفلسطيني.
رغم ارتقاء ثلة من الشهداء الاطهار بينهم القيادي في القسام نور الدين بركة، فإن ذلك إفشال العملية الأمنية الصهيونية يعتبر يدلل إنجاز كبير يحسب للمقاومة الفلسطينية ويدلل على يقظه رجالها ومدى الجاهزية للتصدي لأي عدوان صهيوني محتمل.
ما تعرضت له القوة الأمنية الصهيونية المتوغلة في خانيونس وتكبدها خسائر كبيرة، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المقاومة الفلسطينية جاهزة لمواجهة العدو الصهيوني أمنيا وعسكريا وإفشال أي عمل أمني واستخباراتي إسرائيلي من شأنه احباط أي عمليات نوعية في غزة.
إفشال العملية الأمنية الصهيونية في خانيونس ومقتل نائب قائد وحدة الكوماندوز برتبة كولونيل وإصابة آخر بجروح خطيرة، شكًل ضربة كبيرة للمنظومة الأمنية الصهيونية بكافة اذرعها وعزز من قوة المقاومة واربك حسابات قادة دولة الاحتلال وهذا ما بدا واضحا في حالة الارتباك وتضارب المعلومات بين الأوساط السياسية والعسكرية.
الرد المشترك على عملية التسلل الأمني الاسرائيلي يعزز نظرية غرفة العمليات المشتركة والجهد الموحد والعمل المشترك لفصائل المقاومة الفلسطينية في إفشال العمل الاستخباراتي المتواصل للعدو الصهيوني، ويرسل في ذات الوقت رسالة واضحة للعدو الصهيوني بالجهوزية التامة للرد على تلك الجريمة المنظمة .
في هذا الإطار نود التأكيد على أن دولة الاحتلال لا تلتزم بمواثيق وعهود إنما يحكمها قانون الغدر والخيانة أكثر من قانون التهدئة والسلم، وهذا يتطلب من فصائل المقاومة الفلسطينية ضرورة الرد على الجريمة الصهيونية لتعزيز معادلة "القتل بالقتل والقصف بالقصف" .
بعد هذا الانجاز الكبير الذي حققته المقاومة في افشال مخطط العدو الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني ومقاومته وما نتج عنه من مطاردة ساخنة ارغمته على اخراج جنوده تحت خط النار، يجب على المقاومة التفكير ملياً في مواجهة الطابور الخامس والعملاء الذين كان لهم دور في تقديم الدعم اللوجستي والمادي للعدو الصهيوني وهذا بالتأكيد لم يتجرأ على الدخول الي قطاع غزة لولا تلك النفوس المريضة التي باعت نفسها للعدو بثمن بخس .
هذه المؤشرات وغيرها تستوجب على فصائل المقاومة الفلسطينية أخذ أعلى درجات الحيطة والحذر والاستعداد لمواجهة أي عدوان صهيوني متوقع على قطاع غزة، ربما تكون بوادره ظهرت بانكشاف أمر القوة الصهيونية الخاصة في خانيونس التي ربما لا نعلم مدى الضرر الذي تسببت به تلك القوة الغاشمة قبل اكتشافها .
فصائل المقاومة الفلسطينية التي عودتنا على المفاجآت بالرد على التصعيد الصهيوني الخطير، منحًت شعبنا الفلسطيني ثقة ويقين تام شوكة المقاومة لن تنكسر ولن تضعف عزيمتها، وأنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان متواصل على مسمع ومرأى العالم بأسره .
وفي الختام يجب الإشادة بوسائل إعلام المقاومة الفلسطينية وفرسانها الميامين الذين تابعوا العملية بمهنية عالية، ملتزمين بنشر المعلومات من مصادرها الرسمية بعيداً عن التأثير والتضليل الصهيوني الذي كان يروج الإشاعات المغرضة خدمة لأهدافه الخطيرة .
رضوان أبو جاموس