في سياق الحوار الذاتي

بقلم: طلال الشريف

أسألني

لماذا تكتب كل يوم وترسل للأصدقاء ومواقع التواصل والصفحات الإليكترونية؟

ولماذا لا تضع آلاف المقالات والقصص والخواطر وأحيانا الشعر في كتاب؟

أجيب
أي مثقف أو كاتب أو سياسي وصل سن الخامسة والستين عليه إن إستطاع الكتابة أن يكتب فالكتابة هي عصارة العقل والتجربة ولابد أن يستفيد منها ولو إنسان واحد في هذا الكون خاصة أنها ستحفظ لقرون على الشبكة العنكبوتية ما لم تحدث تطورات أخرى على حالة التواصل بين البشر وهو تغيير مؤكد ولكنها ستبقى يطالعها الناس والأجيال ولو بالصدفة ولعلها إن لم تناسب هذا العصر قد تتناسب أفكارك التي لم ينتبهوا لها أو قد تكون خارج المألوف أحيانا مع المستقبل وما قد يصبح الفكر والثقافة مختلفة تستقبلها العقول كما نستقبل نحن بعض الأفكار من عصور سابقة فالتجربة والفكر الانساني يبقى القادمون في حاجة له مهما تقادم. ومن هو في الخامسة والستين معرض لمغادرة الحياة في كل لحظة فحرام أن تذهب التجارب إلى مدفن تتآكل فيها العقول وتتحول إلى تراب ومن الحكمة أن يكتب الكتاب عصارة كل تفكير لإخراجها للفضاء تحفظ هناك مثل الكتاب وتبقى حية ليستفيد منها بنو البشر فاكتب يا من تستطيع الكتابة فالكتابة كنز سيكتشفه المكتشفون في المستقبل.

وأضيف
أما لماذا لا أضعها في كتاب فهي لم تعد ملكي أنا من يوم نشرتها فهي ملك القارئ والإنسان بشكل عام ومن يريدها فهي له فليحفظها كيفما شاء وليستفد منها كيفما شاء ولم تعد تشكل لي سبق أو براءة إختراع أو حقوق تأليف فأنا أعتبرها أفكار وكنوز من الفائدة تتجاوز حدود حفنة من مال هي ريع كتاب أو أجرة مقال.

وأسألني
لماذا لم يتقدم حزب أو جماعة من الناس أو تيار ديمقراطي فتي جديد لينافس المتنافسين الذين فشلوا في نقل شعبنا خطوة للأمام وقد أوشكت قضيتنا على التصفية وهي بحاجة لرواد ليلتقطوا الراية من جديد لإعادة الزخم لقضيتنا وتحرير الأرض والإنسان؟

أجيب
نعم نحن بحاجة لمثل ذلك الطرح ولكن البيئة للأسف غير ناضجة بعد تجارب عديدة خضناها فيبدو أن لا شيء يمكن بناؤه الان إلا بعد هزة في هذا المجتمع فقد خرجت النخب القديمة وأجيال أخرى أصغر سننا من دائرة الامكانية للبناء بفعل القمع اولا والتخريب ثانيا والمعوقات من فصائل تمنع كل تطور والسبب الأخير وهو أهم الاسباب " بأن أجيالا تشوه لديها النمو الطبيعي للثقافة القادرة على البناء الذين أفسدهم المال السياسي من ناحية وثقافة العدم والظلام والتخلف الذي عمقته جماعات الاسلام السياسي في عقولهم واصبح مجتمعنا أقرب لجماعات البزنس والارعاب وسينفجر هذا الوضع عند نقطة ..
بعدها يمكن البناء الذي نحتاجه وبعد عملية هدم يبدأ بناء اي جديد

أسألني
هل تحدث الحرب هذه الجمعة؟

أجيب
وهل توقفت الحرب يوما فنحن في حالة حرب منذ العام ١٩٠٧ والسؤال عن معركة من معارك الحرب فالحرب معارك والمعركة مفتوحة والحرب متواصلة.

أما إن كان سؤالي عن الحرب على غزة فالحرب في أي لحظة ستندلع مادام هناك حق ضائع ومحتل لا يشعر بالأمان.

فهل عادت الحقوق ؟ وهل يشعر المحتل بالأمان ؟؟؟؟!!!!

 

د. طلال الشريف