إسرائيل والتحدي الذي تواجهه مع غزة

بقلم: عطاالله شاهين

لا شك بأن التصعيد الأخير في قطاع غزة وضع إسرائيل أمام تحدّ آخر، في مواجهة الفصائل الفلسطينية، ومنذ بداية التصعيد بدا جليا لتكتيكات لفصائل فلسطينية التي أدارت الردّ على التصعيد الإسرائيلي، وأرسلت رسالة عبر إطلاقها للكورنيت، الذي ضرب حافلة الجنود، حينما كانت فارغة، فوراء ضرب حافلة الجنود فارغة إنما هي رسالة قوية، ومن فحواها يفهم بأن الفلسطينيين ليسوا موجدين من أجل القتل، بل من أجل أن ينعموا بالسلام كأي شعب، وأن الفلسطينيين لا يحبون القتل من أجل القتل، والرسالة الأخرى بأن الصواريخ التي أطلقتها الفصائل لم تصل لدائرة أبعد، في رسالة أخرى بأنه إذا تمادت إسرائيل بقصف شديد على قطاع غزة، فإن الفصائل ستوسع من دائرة وصول صواريخها بحسب ما كانت تعلن عبر وسائل الإعلام المختلفة في وقتما كانت غزة تتعرض للقصف بالطائرات الإسرائيلية، ولكن بجهود مصرية تم التوصل إلى تهدئة، والتزمت الفصائل بها، لكن على ما بدا بأن جولة التصعيد الأخيرة في جبهة الجنوب أربكت إسرائيل، ما جعل وزير الحرب الإسرائيلي أفغدور ليبرمان في حكومة نتنياهو أن يقدم استقالته، بسبب موافقة حكومته على تهدئة مع حركة حماس.
بلا شك تدرك إسرائيل بأن أي مواجهة مقبلة مع قطاع غزة ستكون أصعب في ظل ما تراه من معادلة الاشتباك الجديدة من قبل الفصائل الفلسطينية، وهذا بات تحدّ أمام إسرائيل، ولا تريد في ذات الوقت احتلال قطاع غزة، ولا تريد أن تتحمّل أعباء مليوني فلسطيني، ولكنها تريد تهدئة طويلة، رغم أنها تظل قلقة من قطاعٍ بات تحدّيا لإسرائيل..

عطا الله شاهين