حتى في المواقف السياسية الجنونية هناك طعم ورائحة للموقف، ولكن موجة التطبيع هذه بلا طعم ولا رائحة وليتها موقف مهما كان نوعه ولكنك تشعر بأن لها أثر مزعج على النفس، ومش راكبة لا على عقل ولا على جنون، فهل فقد العرب العقل والجنون سوية ويتصرفون بالقصور الذاتي.
نحن لسنا ضد السلام وبناء علاقات بين الدول ونتمنى أن تنتهي الصراعات والحروب من على البسيطة كلها، ونحن الفلسطينيون لا نكره الناس والحياة بل نحن الأكثر حاجة لحب الحياة والناس رغم الظلم الكبير الواقع علينا.
نحن الذين نشتاق ونتمنى السلام وقبل كل العرب والآخرين، نحن الشعب المحتل الذي ينتظر عاما بعد عام ولحظة بعد لحظة لنظفر بالإستقلال والخلاص من الإحتلال ونشعر بالأمن والأمان.
التطبيع يكون أجمل حين يظفر الشعب الفلسطيني بحقوقه، لكن أن يتهافت العرب على إسرائيل في وقت مازالت الأرض الفلسطينية محتلة والقدس مهودة والارض مصادرة في الضفة الغربية والمباني مقصوفة والإعتدءات متواصلة يوميا على قطاع غزة وخطوات ضاغطة جارية على الشعب الفلسطيني من قبل الولايات المتحدة في حالة تتنافي مع طموحاتنا كشعب في التحرر والإستقلال و تحقق السلام فهذه حالة من التطبيع غير مفهومة.
لماذا يتهافت العرب على العلاقة مع إسرائيل؟
سؤال محير ليس له إجابة مباشرة وغير مباشرة، إلا إذا كان إخواننا العرب يعرفون أن هناك حل لقضية فلسطين قيل عنها صفقة ترامب، فهل توفرت لدى إخواننا العرب ما يثلج الصدر من حلول سرية؟ نتمنى ذلك بحسن نية.
سؤالنا، هل ضمن إخواننا العرب إنهاء الآحتلال وإقامة دولتنا الفلسطينية علي الأراضي التي أحتلتها في العام ١٩٦٧، إن كان الأمر كذلك، سنرفع لهم القبعة ونضرب لهم سلام،، لكن !!
لماذا لا يخبرونا وهل أخبروا قيادتنا؟ ولماذا ترفض قيادتنا التطبيع فهل هي قاصرة لأن الحل إلا إذا كان الحل غير مرض لنا، فالرئيس مثلا كان في عمان قبل الزيارة الأخطر في التطبيع قبل ساعات أو أيام من زيارة نتنياهو، فماذا دعاه للذهاب إلى هناك، أكيد كان شيء محرزا وإلا لماذا ذهب إلى هناك؟
وأخيرا، هل المطروح يغيب ويضيع حقوقنا؟ وإلا لماذ لم يوافق الرئيس على الصفقة؟
ولماذا يوافق إخواننا العرب على ضياع حقوقنا؟
التطبيع مع إسرائيل قبل ضمان إنهاء الإحتلال وعودة حقوقنا هي خطوات غير طبيعية وتتنافى مع المصالح الفلسطينية وبالتأكيد نرفضها.
إذا لماذا يطبعون ؟؟
سؤال يطرح نفسه، هل هناك أخطر من قضيتنا ليتركوها دون ضمانات أو خطوات لبدء الإنسحاب لقوات الاحتلال من أراض دولتنا الفلسطينية؟
من أخطر على مصير الوطن العربي ضياع فلسطين أم حماية أوطانهم ؟
فإن كانوا يبغون مصالح أوطانهم، فنحن أيضا نبغي مصلحتنا ووطننا والخلاص من الإحتلال وعليهم إحترام ذلك فنحن لا نرضى عند المحكات أن تضيع أرضنا من أجل حماية أرضهم ونحن جاهزون للدفاع عن أرضهم ولا نتصرف نحو إضعاف مواقفهم أمام أي خطر يهددهم، ولذلك نتمنى عليهم أن يكونوا مثلنا ونحن هنا لا نجزيء فالمصلحة العربية واحدة ونحن عرب نريد الخير لكل أمتنا فهل هم كذاك؟
يجب عليهم أن يشرحوا لنا، لماذا يطبعون بدون ثمن؟ ونود سماع تبريرات مقنعة منهم لتلك الخطوات التي نراها من وجهة نظرنا تضرنا وتضر قضيتنا ..
صارحونا إن كنتم متأكدين أن مصلحتنا وحقوقنا لن تضيع بشكل عملي لعلنا نستوعب ونفهم ما تفكرون وكيف تتصرفون.
بقلم/ د. طلال الشريف