بعد مرور وقت قارب السبع سنوات على الخلاف داخل حركة فتح "التيار الوطني الفلسطيني المركزي"، ومع إنطلاق فعاليات إحياء الذكرى الرابعة عشرة لغياب قائد فتح الخالد ورمز الثورة والشعب الفلسطينيى ياسر عرفات تظهر الصورة واضحة أمام الناظرين والمحللين والخبراء والسياسيين وجموع شعبنا بأن القائد الفتحاوي محمد دحلان يستعيد موقع الصدارة بشكل أقوى من السابق وبرسالة قوية للوحدة الفتحاوية والوحدة الوطنية.
في الصورة الفتحاوية الآنية يظهر دحلان بأنه مازال الرجل الأقوى في فتح رغم مرور سبع سنوات على الخلاف داخل فتح، بل تدل المؤشرات على أنه أصبح أقوى بكثير عن الحقبة السابقة والتي تعثرت فيها مسيرة فتح التي كان سببها الأول والأوحد هو التآمر لإزاحة دحلان الرجل القوي من أمام حفنة من الفنتحاويين غير الأكفاء الراغبين في خلافة الرئيس العجوز محمود عباس.
منذ سبع سنوات نجحت هذه الزمرة متضامنين يقود أو يعزز دورهم وخططهم الرئيس عباس في إبعاد وفصل تعسفي وقصري لا يمت لقانون للقائد محمد دحلان، وبعيدا عن أخلاقيات الصراع والتنافس الشريف داخل الحزب الواحد، لكنها، حقيقة الحقد والجنوح والرغبة في إمتلاك السلطة، ولذلك هم أعدوا ما في إستطاعتهم من تزوير ومؤامرات وتحريض وتجاوز النظام الحركي الداخلي والقوانين المرعية ظانين أن بإستطاعتهم إغتيال دحلان معنويا وتنظيميا وسياسيا وشعبيا، ولكن، كل ما إستطاعته هذه الزمرة هي عبارة عن شطحة وهمية بأن أخرجوا دحلان عنوة من حركة فتح وطاردوه بقوة السلطة الغاشمة للخروج من البلاد رغم عدم قناعتهم العقلية بأنه أصبح خارج اللعبة السياسية والتنظيمية ولكن من محاسن القدر لهذا الرجل الذي خرج قويا أن يعود، ومن تعاسة حظ وقدر المتآمرين عليه وعدم كفاءتهم مقارنة بكفائته وكاريزميته أن يعود أقوى مما خرج وأكثر شعبية وأفضل تنظيميا وأشد معنويا وفرادة بالقمة الفتحاوية لا تنافس، ولما تأكد الحصول علي القمة الفتحاوية آنيا وبالتآكيد للمستقبل القريب لو لا مؤامراتهم وعدم كفاءتهم وحتمية فشلهم الكبير في إدارة تنظيمهم وسياساتهم الداخلية والخارجية وإدارة الصراع مع المحتل التي بجردة حساب بسيطة جدا والنظر لما وصلت إليه سمعتهم وشعبيتهم وكره الجمهور والسب والدعاء عليهم بسبب إدارتهم الظهر لمعاناة شعبهمإ وفشلهم في إدارة البلاد ووإضعاف تنظيم فتح العريق فشتتوا التنظيم وإقتسموا المكاسب، وتغطرسوا على إخوانهم الفتحاويين وخاصة غطرسة هؤلاء الأقل عددا من أصابع اليد المهوسين بقوة رغائبية غير كفوءة نحو موقع الرئاسة والتي أظهرت المحكات عدم مقدرتهم على أن يكونوا رجال دولة ورجال يمكن أن يناسبوا موقع الرئاسة ففضحوا أنفسهم وأحيانا على الهواء مباشرة لكونهم لا يفقهون حتى في إدارة العلاقات العامة لا مع الجمهور ولا مع الدول وكل إمكانياتهم هي لا تتحاوز إدارة فريق كرة قدم أو إدارة مدرسة إبتدائية ولذلك سقطوا مبكرا من عين الجمهور وقبل محطات التحدي الكبرى كالإنتخابات بزمن.
هذه الزمرة المتآمرة على دحلان وعلى رأسهم الرئيس فقدوا علاقاتهم العرببة والاقليمية والدولية ودحلان عزز تلك العلاقات مع العرب والإقليم والعالم.
هذه الزمرة المتآمرة على دحلان أساءات العلاقة الوطنية داخل منظمة التحرير بتفرد الرئيس بالقرار وعدم صدقه في تنفيذ قرارات مصيرية فلسطينية في المجلس المركزي والمجلس الوطني مركز التمثيل الأوسع للفلسطينيين وبعد إحداث الرئيس خللا بنويا فيها، في الوقت الذي عزز فيه دحلان علاقاته بكل الطيف الفلسطيني ليس بعد خلافهم مع الرئيس بل دائما ومبكرا بنظرة وفكر رجل الدولة وفكر التنظيم القائد.
الزمرة المتآمرة على دحلان فقدوا علاقتهم بشعبهم وفرضوا عليه العقوبات وقطعوا رواتب الموظفين ودحلان دعمهم وعوضهم بعلاقة مفتوحة مرنة تساعد الناس على الصمود تحت الحصار ودحلان يبذل وقته وجهده المتواصل لتعزيز كرامة شعبه ويحاول رفع المعاناة عنه كرجل دولة من الطراز الأول كما كان يفعل بالضبط ياسر عرفات ولذلك حظي ويحظى دحلان بشعبية متصاعدة حين كان المنقذ لهم أحيانا بتدخله لدى دول عديدة لفتح تسهيلات الحركة لهم وتغطية رسوم جامعات المحتاجين من أبنائهم،
لو نظرنا نظرة موضوعية أخرى فقد فتح العلاقة مع حماس الخصم اللدود له ولفتح وعلى مبدأ الندية والمشاركة والمصلحة الوطنية وما تتطلبه حالتنا الراهنة من الحاجة لإستعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الإنقسام للتصدي لمؤامرة تصفية القضية الوطنية وحاجتنا لوحدة الموقف الذي تماطل فيه تلك الزمرة المتآمرة وتعطل المصالحة والتي لم تستطع هذه الزمرة المتآمرة على دحلان من فض الاشتباك مع حماس حتى الآن. وهذا دليل على أن دحلان رجل دولة ورجل المهمات الصعبة والقرار الحكيم الذي لا يستطيع أحد من هؤلاء الطامحين للرئاسة القيام به، فكيف وعلام ينافسونه ويتآمرون عليه بضيق أفقهم وعدم فهمهم للسياسة أحيانا كثيرة فتصبح كل كبوة لإدارتهم أزمة مزمنة يدفع ثمنها شعبنا الفلسطيني العظيم.
الزمرة المتآمرة على دحلان هي بعد خروج دحلان القصري من قسمت وشتتت الفتحاويين بسلوكها وقراراتها التعسفية وعقاب الفتحاويين ففسخت التنظيم وأضعفت حالته وأوصلتها للحضيض وأصبح تنظيم فتح في نظر الجمهور كأنه تنظيم عادي وليس تنظيما قائدا أو رائدا حمل القضية نصف قرن، أما دحلان فقد جمع التنظيم وقوى روابط أعضائه وحافظ على هيبة فتح التي إنتشلها قبل السقوط المدوي لسوء إدارة الزمرة المتآمرة و وهو يستعيد الآن فتح لتستعيد كيانها وريادتها ويعود الفتحاويون كما كانوا وأفضل خارجين من أزمة القيادة الفاشلة وينتصروا لتاريخهم كما يريدهم دحلان.
في مناسبة إحياء ذكرى الراحل الكبير ياسر عرفات الرابعة عشر تنطلق فتح من جديد وتنهض لتأخذ مكانها الأصيل والقائد لمسيرة شعبنا ولكن هذه المرة بقيادة القائد الأقوى في فتح محمد دحلان.
بقلم/ د. طلال الشريف