أمس الاثنين التاسع عشر من شهر نوفمبر من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للرجل تخليدا وتكريما لدوره في بناء المجتمعات ، وتعزيزا واعترافه بدوره الهام والأساسي في بناء تلك المجتمعات الإنسانية ، وحتى يسلط الضوء على أهمية الرجل باعتباره أحد المكونات الأساسية لتلك المجتمعات ، وأحد المكونات الفاعلة للعلاقات البشرية ، والذي يمثل سندا ودعما لمن حوله داخل النواة الأساسية لأي مجتمع ، والذي من خلاله يتم التفاعل وتنامي قدرة المجتمعات على السير بطريق العمل والإنجاز .
الرجل وتعريفه والحديث عنه باستفاضة لا يعني بالمطلق من يمتلك جينات الرجل أو اسمه أو ذكوريته ، بقدر ما نعني من سمات وصفات الرجولة ومواقفها والتي تؤكد على أن الرجولة تعني بالمرتبة الأولى انسانية عالية ، وشجاعة قائمة ، وقناعات راسخة حول المكانة والدور والواجب ، أي أن الرجولة مسؤولية عالية لقناعات كاملة حول أهمية الدور وتعزيز المسؤولية والمتابعة .
فحتى يتم الحديث عن الرجل بالمعنى الحقيقي نقصد الرجل الصادق أولا ، والمؤمن والقادر على العطاء والإنجاز كما هو الرجل الذي يملأ قلبه فيضا من الحنان لمن حوله، وعقله يعمل بمسؤولية الفعل للارتقاء بأفراد أسرته، هو ذاته الرجل الذي نعنيه الذي يعيش لأجل غيره ولأجل اسعاد غيره ، وليس لأجل نفسه فقط .
الرجل حالة انسانة لها سماتها وصفاتها ، لها أطباعها وأخلاقياتها ، لها سلوكياتها وأعمالها والتي تساعد على البناء، وتقف حائلا ومانعا أمام اي اخطار للهدم ، انه الرجل الإنسان الذي يلتقي على ارض الانسانية والواجب من اجل بناء المجتمع واستمرار الانسانية والبشرية مع باقي مكونات المجتمع وخاصة المرأة التي تعزز من رجولة الرجل وسماته وصفاته ، انسانيته ومواقفه ، والتي تجعل منه انسانا فاعلا مؤثرا قادرا على العطاء ، لأجل هدف سامي يجمع بينهم ويعملون من أجله .
من هنا فأننا باليوم العالمي للرجل والذي لا يأخذ حقه الكامل وواجب ان تدرج هذه المناسبة للوقوف امام التغيرات وما يحدث من تطور انساني للرجل نصيب كبير فيه ، كما للمرأة باعتبارها ومن خلال شراكتها مع الرجل قادرين على احداث نقلة نوعية داخل مجتمعاتهم وبالأساس داخل النواة الاساسية التي يعيشون بداخلها، و قياس مدى شراكة الرجل مع المرأة وانتظامها في السياق الطبيعي والسليم بمقدار قدرة الانجاز وتلمس مدى التطور الحادث داخل المجتمع، فالمجتمعات لا تتقدم بصورة تلقائية عفوية ارتجالية، بقدر انها ترتقي بصورة منظمة ومخططة وقائمة على الاتزان، وان يكون الرجل رجلا بصفاته وسماته بشهامته وكرمه بأخلاقياته وسلوكه، كما المرأة الفاعلة المؤمنة والقادرة بعلمها وحنانها وثقافتها واخلاقياتها ان تشارك الرجل وان تساهم بصورة فاعلة معه في بناء المجتمع وتطوير قدراته وامكانياته .
يوم عظيم لإنسان كريم يريد ان يكون فاعلا وحاسما وقادرا على العطاء والتميز حتى يسجل لنفسه ولمن حوله، أن الانسان وباختلاف جيناته يمكن ان يكون رجلا فاعلا ومؤثرا بكل قوة ، ومن المصادفة أن يكون مولد رسولنا الكريم وبما يتحلى به من انسانية عالية واخلاقيات مثالية ، كرم وشهامة ، محبة ومودة وتسامح وبكل صفاته الانسانية والايجابية التي جعلته سيد الخلق والاكرم منا جميعا والذي نسعى لتقليده والسير على هداه وسيرته وان تاتي ذكرى المولد النبوي الشريف مع اليوم العاملي للرجل وحتى نقترب من السمات والصفات التي نتمناها بالرجال لخير البشرية ولخير الاسرة والابناء والاجيال قما المانع من ان يكون الرجال على قراءة واطلاع بما يتسم به النبي صلى الله عليه وسلم من سمات وصفات انسانية ورجولة وكرم ومحبة لاسرته ولزوجاته وما عززه من مفاهيم الصداقة والمحبة لمن حوله ان نقترب وان نحاول بقدر استطاعتنا وبما يقدره الله لنا ان نصل الى النموذج الانساني الايجابي الذي يجعل من الرجل في مجتمعنا رجلا بمعنى الكلمة وبذات القيم والمبادئ والاسس التي حملتها رسالة النبي صلى الله عليه وسلم والذي تقربه للمثالية وتبعده عن كل ما يخالف تعاليم الدين والاخلاق وقانون المجتمع.
ان تاتي ذكرى مولد رسولنا الكريم مع اليوم العالمي للرجل ما يدفعني بالدعاء والمطالبة لجميع الرجال بان يكونوا على قدر المسؤولية والواجب وان يرتقوا بافعالهم وسلوكهم الى حيث ما يجب ان يكونوا عليه من خلق عظيم ومودة وتسامح وكرم ومسؤولية عالية لافراد اسرتهم وابنائهم حتى نقوي من المجتمع وحتى نرتقي باوضاعه امام تحديات لازالت تزيد من الاعباء وتحتاج الى كافة الجهود والى الشراكة الحقيقية ما بين الرجل والمراة حتى يمكن مواجهة مصاعب الحياة وتحدياته.
بقلم/ ريم زنداح