مع د. فضل عاشور حول مهرحان أبو عمار والتيار الإصلاحي في فتح

بقلم: طلال الشريف

كتب د. فضل عاشور على صفحته معلقا على مهرجان إحياء ذكرى أبو عمار الرابعو عشرة والتي نظمها التيار الإصلاحي في فتح ..

د. فضل عاشور من الفتحاويين المخلصين لفتح والمظلومين فيها قبل العقوبات ولكنه متمسك بفتحاويته كما يقول حتى ولو أنه خارج التشكيل التنظيمي وهذه روح إنتماء رائعة منه ومن كثيرين من حركة فتح وخاصة من لديهم ثقافة عالية يحترمها الجميع....

وهنا أردت قول رأيي فيما كتبه على صفحته على الفيسبوك ومن أخلاقيات الكتابة أن تشرك صاحب المنشور أو من تتحدث عنه بما تكتب على صفحتك، رغم أن الكثيرين لا يفعلون ذلك وفي رأيي هذا السلوك الأخير يصبح إستغابة غير محمودة للمستغاب فمن أراد الكتابة عن أي شخص يجب مشاركته أو إشعاره ليكون له حق الرد والحوار .

هذا هو بوست الأخ الفاضل د. فضل عاشور بالحرف منقولا عن صغحته..... يقول :

"" لم ارغب لا بالامس و لا اليوم التعليق على المهرجان لمجموعة دحلان ( و العصيصة الجدد على غوغول )
اولا لان الموضوع واضح جدا بما يتعلق بى و لا يحتاج لتكرار انا مع الرئيس و كافة اطر و هياكل الحركة الرسمية حتى لو لم تعجبنى اشياءا كثيرة و شخصيات كثيرة وهذا اكتبه علنا منذ سنوات وبلا توقف او مجاملة واحيانا اقوم بالشتم وبنقد قاسى على بعض الاشياء ولم يراجعنى احدا بما اكتب لكونى اكتب من موقع التزامى الكلى بفتح و من داخل فتح البيت (بيتى ) فتح بيتى رغم انى خارج التشكيل التنظيمى جملة وتفصيلا وليس لى اى صفة تنظيمة و وضعى الحالى اقرب لعضو صغير مبتدىء وليس لى اى مصالح او مكاسب شخصية من اى شىء
ولان دحلان صار حالة منفصلة و تشكلت وضعية انشقاقية غير ممكن العودة عنها .. حالة لها هرميتها الخاصة و تشكيلها التنظيمى المنفصل عن فتح و لها مصادر تمويلها و تحالفاتها الاقليمية صارت تشكيلا مكتملا و ليس له علاقة بفتح.""... إنتهى كلام د. فضل

وهذا هو رأيي:

بحيادية أسأل ليش البعض زعلان ويهاجم التيار الاصلاحي ودحلان؟ ..

هل لأنهم أصبحوا جسم مستقل كما تقول د. فضل؟
ولكن هذا لا يستدعي حتى الانتباه لهم ..

أما وقد قامت الدنيا ولم تقعد قبل وبعد المهرجان، فهذا يحناج تفسير للحالة..

حالة دحلان وصحبه مفهومة ببساطة، هم أخرجوا بالتآمر عليهم من المتنفذين في تنظيمهم بقيادة تلرئيس عباس ولم تنصفهم المحكمة الحركية، وجرى ما جرى من تزوير واضطهاد وتجاوز اعراف التنظيم، ودحلان والتيار الإصلاحي فتحايون شكلوا عصب فتح في قطاع غزة وكنتم والجمبع الفتحاوي يضرب بعصاهم ثم إنقسم الفتحاويين ليس على خلاف في برنامجهم بل صراعات على خلافة الرئيس والظفر بمركز القوة، وذهبت فتح للإنقسام بإرادة الرئيس وبضغط ممن سميتموهم الشرعية للإحتفاظ على خلفيات متعددة ولكل هواه، بمركز القوة وطردوا إخوانهم ليس من أجل فتح للأسف، بل تنافسا على مقعد الرئاسة وكل شعبنا يعرف ذلك.

والسؤال دون التلويح بذكر الشرعية التي لا نعرفها أين وصلت، فالمواقف تتحكم بها نزعات ذاتية مزاجية أو مصلحية تتعلق بكره أو عدم إرتياح لشخص على حساب شخص آخر وليس في عمقها الخوف أو الحفاظ على فتح، فالكل يدعي ذلك ..

الجوهري د. فضل
هو أن الخلل والضعف هو في ثقافة الفتحاويين المتشللين وكيف يتصرفون وينقسمون مع الأشخاص وصراعهم ..

هؤلاء دحلان وإخوانه هم من عصب فتح وهم فتحاويون وليسوا جبهة شعبية أو حزب شعب ..

للوقوف مع الذات والاخلاص لفتح ليس بمزاجية وعاطفة ومناطقية ومصالح وحب أو كره، بل بفحص وتحليل الظاهرة "ومن ظلم من" ليحدث هذا الاشكال والانقسام والتناحر والفرقة ..

هم دحلان وإخوانه لم يخرجوا ولم يقولوا ولم ينووا مغادرة فتح ولم ينشقوا ولم يشكلوا جماعة جديدة، بل هم يصارعون لرفع الظلم عنهم ولن يغادروا فتح ومن يدفعهم او يقول بأنهم أصبحوا خارج فتح هو يريد ذلك، ولم يتوقف عند تحليل الظاهرة بطريفة صحيحة وغلبت المزاجية على قراراته ..

الصراع داخل فتح على مركز القوة، ومضى بالتزوير والتشلل والمصالح رغم قناعتي الراسخة بتدافع الأجيال وطبيعية التنافس والصراع، والصراع العميق هو على فتح ووجهتها رضينا أم لم نرض فهذا هو التطور الطبيعي لحيثيات مسيرة حركة فتح وليس شيئا خارجها ..

حركة بنيت على المواجهة العسكرية والكفاح المسلح أصلها وفجأة هادنت الاحتلال وتحولت بولادة قيصرية بحكم الظروف والحاجة بعد الخروج من بيروت إلى سلطة لم تنجح في ضبط التوازن المطلوب لتداخل البرنامج الوطني والإجتماعي والتحول الناجح لمقاتلين وجمهورهم إلى رجال دولة وهذا هو السبب الحقيقي فيما حدث ويحدث للسلطة ولفتح، وبالمناسبة حماس تخوض نفس التجربة وتفشل ومن هنا هم فاشلون في فهم طبيعة ما يدور حقيقة.

بالتأكيد فشلوا في المصالحة والوحدة والتصدي للخطر الداهم لصفقة ترامب ولن ينجحوا في المصالحة إلا بإرادات خارجية ...

لا تستعجل د. فضل فالحراك داخل فتح مستمر وهناك فصولا أخرى تحتاج وعي وتدقيق لهذا التنظيم العريق وأعضائه وأين ستصل بهم السفينة.

التيار الإصلاحي سيكبر ليصبح فتح الكبيرة ومن يدعون الشرعية الآن ستصغر فتحهم لتصبح أقلية وستقولون عنهم في وقت ما مالهم ومال فتح، فهم جسم خارج فتح الجديدة كما تقولون الآن عن دحلان ورفاقه ولكن النتيجة ستكون في صالح التيار الاصلاحي الذي سيصبح هو فتح الكبيرة نعم وهذه هي مآلات الحراك داخل فتح وهذه هي السياسة ونواظمها في حركة فتح فعصب فتح كما قلنا هو الكفاح المسلح وقد غاب بلا رجعة في أذهان من يدعون الشرعية وغير الشرعية ومن يدعون الشرعية الآن هم من فسخ فتح وهذا التطور هو طببعي لمسيرة الحركة التي تحولت للعمل السياسي دون كفاح مسلح والصراع والتنافس الآن على قيادتها وأنا أرى أن الأقدر على وراثة فتح لإستعادة قوتها هو دحلان ورفاقه بعد أن هزها وأضعفها كثيرا من يدعون الشرعية رضينا أم لم نرض والموضوع واسع ومتشعب وأنا تحدثت بإختصار ..تحياتي

 

د. طلال الشريف