نشطت حماس منذ سيطرتها وتوليها حكم قطاع غزة في بناء اجهزتها الامنية واجهزتها السيادية وقوتها العسكرية التي خاضت ثلاث حروب مع الاحتلال ورابعها المعركة المحدودة لمدة ساعات ارسلت من خلالها رسالة الكورنيت وصاروخ عسقلان ذو الراس شديد التفجير والتدمير ، ومن خلال الوسيط المصري واطراف دولية اخرى تم العودة لحوار التهدئة ولتاتي الجمعة 35 لمسيرة العودة هادئة بدون حشد وفعاليات ملفتة للنظر وبدون جرحى وشهداء وطائات ورقية وغيره من الفعاليات وهي رسالة ثالثة ترسلها حماس لاسرائيل بان بامكانها ضبط الوقائع على الارض بوجود تهدئة تلتزم فيها اسرائيل بفك الحصار وتنفيذ تهدئة 2014 مضافا اليها طلبات رفع منسوب متطلبات فك الحصار من معابر وزيادة مساحة الصيد البحري والموظفين وتشغيل البطالة والسماح لمزيد من الاموال لتتدفق على قطاع غزة وعبر سلم زمني متدرج لتنفيذ مشاريع استراتيجية كانابيب الغاز والمطار والميناء تلك الرسائل الثلاث.
اما الرابعة فهي الرسالة القوية التي ترسلها حماس لاسرائيل ودول ذات الاهتمام بالقضايا الامنية والتي كررتها حماس منذ سنوات بملاحقة العملاء والجواسيس وتنفيذ حكم الاعدام عليهم ولكن هذه المرة تختلف عن سابقتها فاسرائيل ربما اعتمدت في وقت ليس بقليل الى عدم الاعتماد على عملائها المحليين في جمع المعلومات وتنفيذ المهام الامنية الخاصة في قطاع غزة ، ولكن عملية خانيونس وهي اختراق امني كبير وتعدد روايات الاختراق والمرور والدخول من المنطقة الجنوبية او من احدى المعابر وربما هي اكثر تعقيدا سواء عن طريق وفود او مؤسسات مدنية بالاضافة للاختراق المباشر عبر الحدود والمناطق الميته كلها احتمالات تفتح الباب واسعا للابحار في تلك التكهنات التي قد تكشف الستار عن حقائق ما زالت غامضة وخطرة للعملية ، عملية مثل تلك ليست نهايتها المطارة او قتل احد اعضاء الخلية فيما يعتبر نصرا وانجازا ولكن تبعاتها الامنية تبقى اخطر من عملية المطاردة او ما قيل الغطاء الجوي للانسحاب للمجموعة بواسطة طائرة هليوكبتر وربما ايضا هذا تمويها لباقي اضلاع مربع او مرعات الخلية التي قد تكون عدة مربعات منفصلة او متصلة لكل منها اهدافها والياتها التي ما زالت تعمل في القطاع بتغطية من عملاء محليين ، تنقل الخلية في مركبتين في مدينة غزة واطرافها والاقامة ربما لعدة اسابيع او اكثر ربما تحضيرا لاغتيال اكثر من شخصية قيادية في ان واحد تطال رؤوس قادة المقاومة والفصائل ولا تتم تلك العملية الا بالسيطرة الالكترونية وادوات التنصت والكشف التي يمكن ان توضع في مناطق ميته وذات عدم اهتمام من حماس واجهزتها ، وربما هدف اخر هو كشف مخازن السلاح ونوعيته والانفاق الاستراتيجية في غزة ، اعتقد مهمة هذا الاختراق لا يمكن ان تكون عابرة فربما اجهزة الامن الاسرائيلية واستحالة مواجهة عسكرية مباشرة وشاملة مع حماس قد فكرت بتفكيك البنية الداخلية لحماس والفصائل واخطرها الجهاد في عملية مركبة واحدة تقوم باحداث شلل للقلب وانفلاش في الاطراف يتبعها اقتحام مركز مناطق استراتيجية في غزة بغية التطهير والانسحاب ولتغيير واقع قطاع غزة امنيا .
الرسالة الرابعة التي اظهرتها حماس تدل على رقي وفنية امنية دقيقة بنشر صور اعضاء خلية الاختراق ومركبتين وهو عمل امني ضخم وكبير مما ادى لان يصدر نتنياهو تعليماته لاعضاء الكابينت بان لا يصرحوا باي شيء بخصوص غزة " والتي اوضح فيها بان المعركة لم تنتهي بعد" مضيفا ما اخفي كان اعظم ، الاسرائليين مازالوا في ارق امني من الضربة التي وصفت من تحت الحزام التي وجهتها اجهزة الامن لحماس للامن الاسرائيلي وخاصة بان كل المؤشرات تتحدث على ان تلك الوحدة عالية التدريب وربما لها مهام في عواصم عربية اخرى ، ضربة ما تحت الحزام التي وجهتها حماس لاتعني ان مضاعفات تلك العملية انتهت فحالة الصراع المعلوماتي بين حماس واسرائيل مستمرة ، وخاصة ان هناك من الاجهزة والمعدات وقعت في قبضة حماس وما زالت السيارة لم تخرج من قطاع غزة ، الاجهزة التي قيل ان حماس سيطرت عليها ربما تقع للتحليل العلمي والتكنولوجي والمعلوماتي من قبل خبراء اقليميين لمساعدة حماس على فهم تلك التقنيات وهو سلوك تتبعه حماس في تطوير قدراتها الامنية والعسكرية بالتعاون مع الاصدقاء. وهذا ما تخشاه اسرائيل ايضا.
"" قال "بن دافيد"، إنّ الإسرائيليين التزموا بما نشرته الرقابة العسكرية ولم يداولوا الصور التي نشرها القسام والذي سعى من وراء نشرها الحصول على المزيد من المعلومات عبر الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.
وأوضح، أنّ محللين أكثر موضوعية، خالفوا الرأي في ذلك، حيث قالوا انه لا يمكن السيطرة على شبكات التواصل الاجتماعي، وقد تم تداول الصور فيما بين النشطاء الاسرائيليين.
وتابع، أنّ اسرائيل تعاملت مع كشف القسام ببالغ الاستنفار، لان ما حدث سيدمر مشاريع لها في غزة ودول عربية قضى سنين تتعلق بالعلاقات التي تم بناؤها من قبل افراد هذه الوحدة، حيث ان الكشف عن صور هؤلاء سيدفع الناس الى التعرف عليهم، واكتشافهم، انهم ليسوا الا جنود من الجيش الاسرائيلي، بينما كان الناس مخدوعون بأنهم تجار ورؤساء احزاب، ووجوه معروفة في المجتمع وخاصة في الدول العربية.""
بقلم/ سميح خلف