لاقى القرار الاميركي الذي حاول ادانة المقاومة الفلسطينية تأييد 87 دولة في الجمعية العامة مقابل معارضة 57 وامتناع 33 دولة عن التصويت، ولكن تم افشاله لعدم حصوله على ثلثي الاصوات.
هذا القرار يعتبر النتيجة الاسوأ التي نحصل عليها في تصويت الجمعية العامة للامم المتحدة والتي تعتبر ساحة تاريخية نتحرك فيها بكل اريحية ودوما نحصل على قرارات باغلبية ساحقة تتجاوز المئة صوت بفعل الدعم الكبير الذي نحظى فيه دوليا..
الولايات المتحدة الاميركية ومعها دولة الاحتلال عملت منذ تولي دونالد ترامب سدة الحكم على تغيير هذه الانماط التصويتية في الجمعية العامة وخاصة مع وجود المتطرفة نيكي هيلي مندوية اميركا بالمنظمة الدولية والتي قالت منذ توليها هذا المنصب انها لن تسمح بان تكون هناك ادانة لاسرائيل في اروقة الام المتحدة حتى انها هددت باستعمال حذائها ضد من يقف في وجهها بهذا الصدد..!!
وبدأت الضغوط السياسية والاقتصادية وغيرها على عدد كبير من الدول والتي نجحت في استقطاب بعضها ما ادى الى تراجع الكتلة التصويتية الكبيرة التي كنا نحظى بها في الجمعية العامة خاصة في القرارات الروتينية التي تصدر كل عام تقريبا.
نتنياهو شخصيا يقوم بالتواصل مع عدد من دول العالم الثالث وخاصة في افريقيا وهو يصرح علنا بأن من اهدافه الاساسية في تعزيز هذه العلاقات العمل على تراجع هذه الكتلة التصويتية المؤيدة لحق شعبنا.
المقلق في التصويت الاخير على قرار ادانة المقاومة الفلسطينية هو ان دول الاتحاد الاوروبي صوتت لصالح القرار مع عدد من الدول الافريقية وهذا يعطينا مؤشر خطير على ضرورة العمل بجهد اكبر من اجل اعادة هذه الدول للتصويت لصالحنا.
قد يكون التلاعب الذي قامت به الولايات المتحدة في صيغة القرار من خلال اضافة بنود تتعلق بعملية السلام وقرارات الشرعية الدولية الى جانب الحديث عن المصالحة الفلسطينية قد ساهم في جلب تاييد اكبر له، الا ان ذلك لا ينبغي ان يجعلنا نتراخى خاصة بعد افشال هذا القرار.
لا شك ان القيادة والدبلوماسية الفلسطينية نجحت في عدم تمرير هذا القرار الخطير وهذا يحسب لها ولكن امامها عمل كبير من اجل استعادة هذه الكتلة التصويتية الكبيرة حتى لا تتسرب من بين ايدينا كما يحاول ترامب ونتنياهو عمله، وهذا يتطلب تحقيق الوحدة والمصالحة حتى لا ندع مبررا لمن يحاولون اللعب على هذا الوتر الخطير
كتب/ عاهد عوني فروانة