“في الذكرى الرابعة للرحيل .. سيبقى الشهيد زياد ابو عين حاضرا رغم الغياب“

بقلم: فراس الطيراوي

للبطولة رجال و عنهم كلّ كلمات المجد تُقال .. رجالٌ لا بل هم أبطال ... سلاماً إلى من قدَّم روحه ليحيا الوطن ، سلاماً إلى من خلّد إسمه بحروفٍ من دماء ليعانق المجد في سجلِّ الخالدين.. سلاماً إلى ذاك الجبين العالي الذي عاش واقفا دون إنحناء، ورحل واقفا كشجر السنديان ، و عانق المجد بشموخ الأبطال، وقاتل الإحتلال الجبان حتى النفس الأخير. سلاماً إلى الذي سطر أروع ملاحم البطولة، وقدم الغالي والنفيس وسقى تراب الوطن بدمائه الزكية الطاهرة، لتبقى فلسطين وطن العزة والكرامة، وطن الخير والقمح والصبار، والزعتر والإكليل والتين، والزيتون والنخيل والبرتقال ، وطن الشمس، وطن الشموخ والعطاء المستمر.‏

هكذا هم الرجال الغر الميامين الذين إمتطوا  صهوات الريح ليعانقوا قمم العلياء بأرواحهم الطاهرة الزكية حبّاً للوطن الغالي، معمّدين هواء الوطن وترابه وماءه بعبق الشهادة الذي هو نسغ الحياة للأجيال المقبلة.

كم هو جميل أن يعيش الإنسان لأجل وطنه، ويساهم في إعماره، لكن الأجمل أن يفتدي الإنسان ذلك الوطن بروحه الغالية من أجل تحريره والحفاظ عليه حراً كريماً سيداً مصاناً.

ماذا نكتب عن الشهيد البطل زياد ابو عين في ذكراه ؟؟ بالدم أم الحبر ، بالقلب أم الروح ، بالحرف أم الصمت، بالفخر، أم  بالإيمان ....؟!؟

سنكتب بشيء يشبهه ، بحبر من نرجس .. ولون من ورد ..  وعطر من روحه ... يا من أدركت أن الحياة لا تصنع مجداً لأحد ، فاخترت لنفسك هدفا .. وعملت لتحقيقه ، فكنت القائد الشهيد،، وكم يليق بك اللقب، يا من ارتفع على الهتاف المتوقد العالي، يا من علت به الرتب مترفعاً عن غثاء الكلام ورماد الألقاب، فنلت من المجدِ أعلى مراتب الشرف، طوبى لنضالك.. وطوبى لنا بك في ذكراك مناضلاً وفقيداً .

فمن كان مثلك.. ينضوي اسمه في كتاب «الخالدون» فقيداً برتبة< شهيد>.

ختاما :  رحلت جسدا يا ابا طارق، وبقيت روحك الطاهرة تحلق في سماء الخلود تحفز فينا فريضة المقاومة ضد بغي الاحتلال الصهيوني الغاشم .. يقينا لم تمت ، ولكنك مضيت في درب الأحياء خلودا عند ربهم يرزقون في ملكوته المتناهي بجوار الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا .

نبذة عن حياة الشهيد : ولد زياد أبو عين يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1959، وهو متزوج وله أربعة أبناء.

تعرض للإعتقال وقضى  في السجون الأميركية والصهيونية  13 عاما، وكان أول معتقل عربي فلسطيني تسلمه الولايات المتحدة للصهاينة عام 1981.

صدرت لصالحه سبعة قرارات من هيئة الأمم المتحدة تطالب الولايات المتحدة بالإفراج عنه، لكنها آثرت تسليمه إلى الدولة المارقة التي تدعى " إسرائيل" . حكمت عليه  بالمؤبد عام 1982 دون أن يعترف بالتهم المنسوبة إليه، وأخلي سبيله في عملية التبادل عام 1985. وكان أول معتقل ضمن حملة سياسة "القبضة الحديدية" عام 1985 بأوامر مباشرة من رئيس الوزراء الصهيوني النافق إسحاق رابين.

اعتقل في انتفاضة الأقصى إدارياً أثناء اعتقال أخيه ورفيق دربه القائد مروان البرغوثي عام 2002، كما اعتقل مرات عديدة منها اعتقالات إدارية لمدد طويلة، ومنع من السفر لسنوات طويلة.

المناصب والمسؤوليات

شغل أبو عين منصب عضو اتحاد الصناعيين الفلسطينيين عام 1991.

وشغل منصب مدير هيئة الرقابة الداخلية في حركة فتح عام 1993، ومدير عام هيئة الرقابة العامة في الضفة الغربية عام 1994.

اختير عضوا في اللجنة الحركية العليا لحركة فتح عام 1995، ورئيسا لرابطة مقاتلي الثورة القدامى عام 1996، وعضوا في هيئة التعبئة والتنظيم، ورئيسا للجنة الأسرى في مجلس التعبئة التابع لفتح بين عامي 2003 و2007.

عُين وكيلا لوزارة الأسرى والمحررين عام 2006، ورئيسا لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان برتبة وزير في السلطة الفلسطينية عام 2014.

استشهاده

استشهد زياد أبو عين يوم 10 ديسمبر/كانون الأول 2014 نتيجة اعتداء قوات الاحتلال الصهيوني عليه بالضرب وبقنابل الغاز التي أطلقتها على تظاهرة كان يقودها في بلدة ترمسعيا.

بقلم/ فراس الطيراوي