نميمة البلد: “أشرف ومجد وصالح“ صاعق الانفجار

بقلم: جهاد حرب

على مدار اليومين الماضيين تثير أسئلة الصحافة المحلية والعالمية مسألة الانفجار أو الانتفاضة الثالثة وشكلها، وإذا ما كانت العمليات الفدائية الأخيرة قادرة على تفجير الأوضاع في الأراضي المحتلة. في ظني لا أحد من الباحثين والمحللين لديه القدرة على التكهن أو التنبؤ بمآلات الاحداث في الأيام القادمة. لكن يمكن في الوقت ذاته رصد العوامل الكامنة والمؤدية للانفجار وتوصيفها. فالعمليات الفدائية الأخيرة تشير بوضوح الى شجاعة لامتناهية لدى الأشخاص الذين قاموا بها في ظل اخطار هائلة وإجراءات إسرائيلية معقدة في الضفة الغربية. هذه العمليات إشارات أيضا الى أن الاحتلال وادواته الاستعمارية هي أيضا تدفع الثمن وليس الفلسطينيون وحدهم يدفعون الثمن.

فيما العوامل الكامنة للانفجار أو المواجهة مع الاحتلال وأدواته متوفرة؛ فمن غياب الأمل من انهاء الاحتلال أو غياب أي أفق للانفكاك عنه، والسياسات الاستعمارية في مدينة القدس وفي الضفة الغربية وزيادة الاستيطان وتهويد المدينة المقدسة، وأخرى تتعلق بالإحباط من العالم العربي ونظرته للقضية الفلسطينية وبالدعم اللامتناهي من الادارة الامريكية لحكومة الاستيطان الإسرائيلية. ناهيك عن تردي الاوضاع الاقتصادية وجميعها عوامل قابلة للاشتعال والانفجار، وهي لا تختلف كثيرا عما كانت عليه الأوضاع قبيل الانتفاضة الفلسطينية الأولى سوى ضعف الفصائل الفلسطينية، تحتاج الى صاعق التفجير.

على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، ظهرت موجات من المواجهة مع سلطات الاحتلال بأشكال مختلفة منها موجه الطعن بالسكاكين، وأخرى مواجهات شعبية سواء في نقاط التماس أو وقفات الصمود في القدس والخان الأحمر وغيرها تعد ارهاصات المواجهة الكبرى. قد يكون "أشرف ومجد وصالح" صواعق الانفجار.

أما طبيعة المواجهة وديمومتها فهي ترتكز لعوامل ذاتية؛ منها ما يتعلق بوحدة الفلسطينيين واتفاقهم على برنامج نضالي موحد قادرة على تعزيز الصمود وادامة المواجهة، وأخرى موضوعية تتعلق بالإجراءات الإسرائيلية فكلما زاد عنف الاحتلال في قمع المحتجين كلما زاد عنفوان المواجهة وهي في علاقة طردية. أما طبيعة هذه المواجهة فمن الناحية الاساسية فهي ليست مسلحة أو تعتمد على العمليات التي شهدنا في الأسابيع السابقة بل شعبية بأشكال مختلفة قد تتخللها عمليات نوعية "عسكرية" لخلق التوازن في دفع الثمن تجد محفزات لها لدى افراد أو مجموعات محلية قادرة على القيام بذلك إذا ما توفرت الإمكانيات والشجاعة الفردية والفرصة السانحة.  

 

جهاد حرب