أين ذهبت إنسانيتكم أيها الأوغاد

بقلم: هاني زهير مصبح

الطفل محمد وهبة لاجئ فلسطيني من نهر البارد شمال لبنان أصيب بنزيف في الدماغ وترك يوما كاملا دون تقديم له العلاج لأنه لاجئ فلسطيني ،المستشفيات رفضت ان تقدم له الرعاية الطبية, وذنبه لأنه لاجئ فلسطيني.

أين ذهبت إنسانيتكم أيها الأوغاد يموت الطفل أمام أعينكم ولكنه سيعيش في ذاكرة التاريخ ليلعنكم في كل آن وحين ليحدث ضمائر العالم عن حقارتكم ،فأين ذهبت إنسانيتكم وأين ذهبت ضمائركم ؟

بكل معايير العالم لن أجد لكم مبررا علي رفض تقديم العلاج لهذا الطفل بغض النظر عن لونة ولغته وجنسيته وديانته

إنسان يحتضر ويتعرض للخطر الشديد بسبب نزيف فلماذا لم تقدموا له العلاج لوقف هذا النزيف ؟

أيها اللاجئ الفلسطيني في لبنان وكل مكان عليك أن تضع حدا لتلك المهزلة التي تعيشها من حياة الذل والاضطهاد وخاصة في دول الجوار فأنت اللاجئ الفلسطيني منذ سبعون عاما وأنت تعيش هكذا حياة سيئة بكل معني للكلمة وتنتظر حق العودة ومازلتم تنتظرون تطبيق تلك القرارات التي كتبت علي الورق ولا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به .

لقد لجأنا إلي أخوتنا العرب قبل سبعون عاما حين تعرضنا للقتل والتعذيب علي أيادي العصابات الصهيونية وضننا بأن أخوتنا العرب سيقفون بجانبنا ويساندونا لحين تحرير فلسطين وعودتنا للديار والحقيقة أننا وجدناهم أشد قسوة من المحتل الإسرائيلي وأشد جرما فالعدو يقتلنا مرة وأخوتنا العرب يقتلونا ألف مرة وتلك الحقيقة المرة .

اسمع جيدا أيها اللاجئ الفلسطيني وليسمعها كل العالم ،ما دمت صامتا علي حياة الذل والمهانة فلن يفعل العالم لأجلك شيئا ولذلك عليكم ترك كل شيء خلفكم والتوجه بشكل جماعي نحو الحدود التي منها دخلنا لدول الجوار قبل سبعون عاما ونقول لكل العالم ولتلك الدول تحديدا شكرا لكم نحن لاجئون فلسطينيون دخلنا بلادكم قبل سبعون عام من هنا هربا من القتل والمجازر ونحن نريد العودة للديار من هنا وشكرا لكم علي حسن ضيافتكم ، دون أن تخلق أزمة حقيقية وتطالب بحقك فلن يكترث لأمرك أحدا ،فإما العودة للديار أو حياة كريمة لحين حل أزمتنا والعودة للديار "كفى ما نعيشه من حياة الذل والمهانة" .

ويبقي السؤال لكل التنظيمات الفلسطينية في لبنان ولكل المسئولين ولكل من نصبوا أنفسهم قادة علي شعبنا الفلسطيني في لبنان منذ سبعون عام ماذا فعلتم ؟ وما هو دوركم ؟ وأين هي واجباتكم ومسئولياتكم نحو أبناء شعبكم وما يتعرضون له من اضطهاد وتعذيب وحرمان ،أليس من واجبكم علي الأقل الدفاع عن أبناء شعبكم وحقوقه الإنسانية المشروعة؟

فكم من لاجئ فلسطيني ذهب ضحية للإهمال ؟

والحقيقة أنكم جميعا مجرمون ومقصرون وستبقي روح الطفل "محمد وهبة" لعنة تطاردكم جميعا تطارد الحكومة اللبنانية ووزير الصحة اللبنانية غسان حاصباني وتطارد كل مسئول فلسطيني وكل تنظيم أو مؤسسة فلسطينية في لبنان فجميعكم مجرم أيها الأوغاد .

بقلم/ هاني مصبح