لماذا انسحبت أمريكا من سورية..؟؟!

بقلم: شاكر فريد حسن

اعلان أمريكا عن سحب قواتها من سورية شكل مفاجأة للكثيرين، ويثير ردود فعل متعددة ومختلفة، ويطرح جملة من الاسئلة وعلامات الاستفهام حول الدوافع لهذا الانسحاب المفاجىء، في هذا الوقت بالذات.

وبلا شك أن القرار بالانسحاب لم يجر بمعزل عما يحدث ويجري في المنطقة العربية من أحداث وتطورات دراماتيكية، وتطبيع عربي مع اسرائيل، وتنسيق بين حلفاء وشركاء امريكا في المنطقة، ناهيك عن الزيارات المتبادلة والمفاجئة، كزيارة الرئيس السوداني عمر البشير إلى سورية في مطلع الأسبوع الجاري، واعتزام الرئيس التونسي الباغي قائد السبسي، دعوة الرئيس السوري بشار الأسد لحضور القمة العربية المزمع عقدها بتونس في شهر آذار- مارس القادم.

وفي حقيقة الامر أن انسحاب امريكا من سورية هو تاكيد واثبات قاطع على فشل المؤامرة الاستعمارية على سورية بهدف تفتيتها وتفكيكها وتركيعها وضرب محور المقاومة، ودليل على الانتصارات الميدانية والسياسية لسورية على قوى الارهاب والتطرف بكل أشكالها ومسمياتها وعناوينها.

هنالك أسباب عديدة دفعت الرئيس الامريكي دونالد ترامب للاقدام على خطوة الانسحاب من الأراضي السورية، منها التهديدات التركية بقصف قوات " سورية الديمقراطية " بهدف تصفيتها والقضاء عليها، ووجود صفقة بين تركيا وأمريكا تجنبها الصدام معها، وتعيد العلاقات بينها كما كانت سابقًا، ولربما أن البنتاغون يعد لحرب ضد ايران، ولذلك جاء القرار بالانسحاب تجنبًا لأي أعمال انتقامية ضد قواتها في سورية والعراق.

والاحتمال الآخر هو وجود اتفاق بين امريكا وحلفائها وأذنابها في الخليج العربي كالسعودية والامارات وقطر، بارسال قوات منها لتحل بدلًا من القوات الامريكية منعًا لترك فراغ عقب الانسحاب.

ومهما كانت الأسباب للانسحاب الأمريكي من سورية، الذي شكل ضربة لحلفائها، فإن المنطقة تقترب من واقع جديد ومقبلة على تطورات سياسية سيكون لها افرازات وانعكاسات على مجمل سياسة أمريكا في الشرق الأوسط.

بقلم/ شاكر فريد حسن