ثمة ما هو مهم ان نبحث فيما بين الجمل التي اتت في لقاء القائد الوطني وقائد التيار الاصلاحي بداخل فتح وليس بخارجها مع صحيفة العرب اللندنية بينما كان عباس يخطب امام فيما يسمى( القيادة الفلسطينية) فاضحا ما في نواياه بخصوص تدمير وتحطيم اي منجز يمكن البناء عليه او العمل به لتعديل الاداء والمسار الفلسطيني المدمر والمحطم منذ استلامه السلطة . عباس يتحدث عن حل المجلس التشريعي من موقع عدم شرعيته منذ عقد من الزمن ويتحدث عن محكمة دستورية عليها الف علامة استفهانم تشكيلا ورئاسة وزمن وقرار قد اتخذته لم ينشر ولم يذاع لا في جريدة رسمية او فى الاعلام على الاقل ، بينما كان دحلان يتحدث وبشمولية الخوض في كل الازمات الوطنية الفلسطينية , ومستقبل الصراع الوطني الفلسطيني مع الاحتلال والوجود الصهيوني على الارض الفلسطينية .
من هنا نستكشف من يعمر ومن يدمر من يبني ومن يهدم ولكن ما يهمني ابرازه في هذا المقال هي عملية التحول في فكر( الفكر السياسي) لمحمد دحلان وبالطبع يعني في فكر التيار الاصلاحي الذي يقوده ، وقبل ان نضع بصماتنا على هذا الفكر الذي سيترجم لبرنامج مستقبلا ، فان دحلان يتحدث باسم تيار فتحاوي لم يعد تيارا يمثل في داخل فتح ولكن وبتعبيره "القادم اعظم " عندما ارتبط هذا التعبير بحجم المهرجان والفتحاويون الذين شاركوا في مهرجان احياء ذكرى ابو عمار وما يشار عن قوة التيار الاصلاحي في قطاع غزة ، وعندما احدد قطاع غزة يعني بؤرة التحول والزخم والاصلاح بالعمق الجغرافي والتاريخي للقطاع وان كان المهرجان معبر عن تلك القوة في القطاع لا يعني التخصيص فقط بل هناك في الضفة وفي كل الساحات والتجمعات الفلسطينية ، ففكرة الاصلاح لم تعد مقتصرة على مجموعات من المتضررين الفتحاويين من قرارات عباس التعسفية فل فتحت المساحات لمناقشات واسعة عن فتح وبرنامجها ودورها وادوات وجودها وقيادتها الحالية وبالتالي اصبحت فكرة الاصلاح والتصحيح تراود غالبية الفتحاويين, هذا الحلم الذي راود الفتحاويون منذ عقود وحاولوا وفشلوا ، الا ان محمد دحلان وسمير المشهراوي واخوة ورفاق منهم من هم معروفين ومنهم خارج تسليط الاضواء ساهموا بمساهمة وجهود فعالة في وضع فكرة الاصلاح على الارض تطبيقا وقولا وعملا ، وهنا كان مهرجان احياء الذكرى هو تجسيدا زاحفا للامام نحو توسيع رقعة وحاضنة الاصلاح لتتحول الى فكرة شعبية وطنية جامعة للكل الفلسطيني ولو بعد وقت ، وهذا يتحقق بامانة من يقودون هذا الاصلاح قادة وكوادر وانتماء ، وهذا ايضا ما اشاد به محمد دحلان .
ابتعد دحلان في لقاءه مع صحيفة العرب اللندنية عن التناحر الخطابي ولغته بل ذهب في عمق الازمة محللا الظواهر وتعثر خيار حل الدولتين وفرضيات الخيارات الاخرى وقانون القومية الاسرائيلي وما يمكن ان يفرزه من واقع ، تحدث بالعمق الاستراتيجي لمفهوم الازمة السياسية والامنية والوطنية وموانع اتمام المصالحة الفلسطينية ملقيا العبء الاكبر على عباس بصفاته الاعتبارية ، ذلك و تحدث عن عمق الازمة الانسانية في القدس وغزة ومخيمات لبنان وسوريا وارتباطها بالمسؤليات الوطنية وما اخذه التيار الاصلاحي في فتح من مواقف مساعدة وناهضة بالبنية الوطنية والمستهدف توسيع دائرة الخدمات التي سيقوم بها التيار الاصلاحي .
البرنامج السياسي الذي طرحه دحلان من بين السطور ويأخذ المحاور الاتية
1- فكرة ترشحه للرئاسة وتوفر المناخات الملائمة لذلك ولم ينفي دعم مرشح اخر اذا توفرت الشروط والمنظور الوطني له .
2- تحدث عن فشل حل الدولتين , ولكن ما زال هو الخيار الافضل لحل الصراع يعني ذلك ملتزما ببرنامج منظمة التحرير وبرنامج فتح ومنظمة التحرير والمجالس الوطنية
3- الدولة الواحدة. في ظل قانون القومية الاسرائيلي وهذا يعني استمرار الصراع ومقاومة الاحتلال بكل الوسائل ولانها بمثابة دولة فصل عنصري استبدادي قاهر ظالم.
4- الدولة الواحدة. بكافة الحماية الانسانية والوطنية لساكينيها وعبر دحلان انه يقبل به .
ومن هنا ومن النقطة الرابعة الى الثانية في ظل غياب وفشل حل الولتين لمعايير السلوكيات الاسرائيلية والاستيطان وعدم قبول دولة فصل عنصري وبقبول دحلان حل الولة الواحدة يفتح الباب على مصرعيه لنضال مختلف ويختلف عن المرحلة السابقة وقرارات الشرعية الفلسطينية في تطور يرتبط بالمناخات والظروف الذاتية والدولية الذي قد يتبناه التيار الاصلاحي في فتح ويناضل من اجله, وهنا احدد وبعد فترة او وعاء محدود من الزمن لن يكون تيارا في داخل فتح بل معبرا عن كل فتح والحالة الوطنية المتعلقة بشعبية فتح وجماهيرها ، وهنا يحدث التجديد وثورة حقيقية على البرنامج الوطني السابق الذي فشل في تحقيق اهدافه .
ملاحظة : تحدث دحلان بايجاز شديد عن اتهامات قطر وتركيا له من واقع هزيمتهم ومشروعهم في المنطقة وبتجرد اعلن عن دعمه لاي مساعدة او اموال تصل غزة تساهم في انقاذ الوضع الفلسطيني هناك الناتج عن الحصار مشيدا بدور الامارات منذ عهد المغفور له الشيخ زاايد والشيخ محمد بن زايد وبلا حسابات وكذلك مشيدا بدور مصر الملتزم بالقضية الفلسطينية منوها بان قطر تسعى لاقامة قاعدة قطرية في غزة .
سميح خلف