المطلوب قرارات حازمة وليس بيانات

بقلم: جاك يوسف خزمو

تبذل القيادة الاسرائيلية جهوداً مضنية من أجل تعزيز علاقاتها مع العديد من الدول سواء في اميركا اللاتينية أو في افريقيا. وتحاول أيضاً اقناع رؤساء دول مؤيدة لاسرائيل قلباً وقالباً على نقل سفاراتها من تل ابيب الى القدس. وهذه الجهود الاسرائيلية تلقى نجاحاً لعدة أسباب ومن أهمها تَفرّج وطننا العربي على هذا التحرك الاسرائيلي الجاد، واذا أراد أن يقول شيئاً فانه عبر جامعة الدول العربية يصدر بيان ادانة أو استنكار، أو يحاول ارسال وفود الى هذه الدول لاقناعها بالتراجع عن مواقفها المؤيدة لاسرائيل. وقادة وطننا الرسميون لا يفعلون أي شيء لوقف الهرولة الافريقية واللاتينية تجاه اسرائيل.

وها هو رئيس وزراء اسرائيل المتطرف سياسياً يتلقى دعوة لزيارة البرازيل والمشاركة في حفل تنصيب الرئيس البرازيلي الجديد جاير بولسونارو في الاول من شهر كانون الثاني القادم. والبرازيل من الدول المهمة في اميركا اللاتينية، وعضو في مجموعة البريكس، وكانت باستمرار من الدول المؤيدة لحقوق شعبنا الفلسطيني، لكنها الآن على علاقة وطيدة مع اسرائيل، ويؤيد الرئيس الجديد المنتخب اقامة تحالف مع اسرائيل.

وفي الوقت نفسه قام وفد رسمي من الوكالة اليهودية بزيارة هندوراس لمحاولة اقناعها بنقل سفارتها الى القدس وبعد الاعتراف بأن القدس عاصمة دولة اسرائيل.

وقام رئيس وزراء اسرائيل بجولات في افريقيا واميركا اللاتينية هدفها الاول والاخير حشد هذه الدول لدعم المواقف الاسرائيلية الظالمة بحق شعبنا الفلسطيني!

التساؤل المطروح امام عالمنا العربي: هل اصدار بيانات يكفي لمواجهة هذا الاختراق الاسرائيلي لمجموعة الدول المؤيدة لحقوقنا الفلسطينية وقضايانا ومواقفنا العربية؟ وهل ارسال وفد من وزراء سيغير من مواقف هذه الدول التي تجنح تدريجياً نحو دعم اسرائيل بدلاً من الاستمرار في مواقفها الحيادية!

والجواب واضح وهو ان الدول كلها تهتم بمصالحها أولاً وأخيراً، ويستطيع عالمنا العربي استخدام هذه المصالح للتأثير على هذه الدول واجبارها على التراجع عن خطواتها التي تقرّبها الى اسرائيل!

ومن يحاول القول انه ليست لدينا مصالح فهو يضحك على نفسه أولاً وأخيراً، إذ أن هناك مصالح مشتركة ويمكن التلويح بالمس بهذه المصالح اذا لم تتراجع هذه الدول عن مواقفها الجديدة. كما انه من الواجب على عالمنا العربي أن يتخذ اجراءات حاسمة وحازمة ضد كل دولة تتقرب من اسرائيل على حساب حقوقنا وقضايانا العادلة!

إن حالة "التفرّج" العربي يجب أن تنتهي وترحل، وحالة التقاعس يجب ان تزول عن عالمنا العربي. فليس من مصلحتنا أن نفسح المجال لدول العالم لتغيير المواقف من مؤيدة لنا الى معارضة لحقوقنا ومواقفنا.

المطلوب التحرك الفعلي والجاد، وليس المطلوب اصدار بيانات، فكفانا بيانات، وحان موعد العمل الجاد المتمثل باتخاذ قرارات حاسمة وحازمة بحق كل من يريد دعم خصومنا وأعدائنا!.

بقلم/ جاك يوسف خزمو