أحمد الشقيري في مخيم اليرموك

بقلم: علي بدوان

لم تنقطع زيارات كلاً من مفتي فلسطين الحاج محمد أمين الحسيني، ومؤسس منظمة التحرير الفلسطينية احمد الشقيري لمخيم اليرموك. لكن الزيارة الأهم لأحمد الشقيري كانت أثناء الإعداد لعقد المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الأولى في مدينة القدس في 28/5/1964، تمهيداً لإعلان قيام منظمة التحرير الفلسطينية ككيانية تمثيلية للشعب العربي الفلسطيني بعد سنواتٍ من لعبة تقاسم ماتبقى من أرض فلسطين بعد العام 1948.

في لعبة التقاسم آنذاك، والتي تلت النكبة مباشرة، تم الحاق وضم الضفة الغربية والقدس الشرقية لإمارة شرقي الأردن واعلان قيام المملكة الأردنية الهاشمية وفق ترتيبات ماعُرِفَ بمؤتمر أريحا نهاية العام 1948، وبقي الأمر كذلك الى حين انطلاقة الإنتفاضة الكبرى الأولى حين اعلن الأردن صيف العام 1989 فك الإرتباط الإداري والقانوني مع الضفة الغربية مع بقاء الإستمرار الأردني بالإِشراف على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. كما تم وضع قطاع غزة تحت الإدارة العسكرية المصرية، وبقيادة حاكم عسكري، فيما حافظت سوريا على الجزء الفلسطيني من الجولان بما في ذلك جيب الحمة والبطيحة ولم تعلن عن أي خطواتٍ الحاقية ...

حاولت القيادات الوطنية الفلسطينية وعلى رأسها المفتي، اعلان قيام دولة فلسطينية على ماتبقى من أرض فلسطين لتحرير باقي الجزء المحتل، فتم الإعلان عن قيام حكومة عموم فلسطين في قطاع غزة نهاية العام 1948، فحاربها النظام الرسمي العربي على الفور، واعلن عدم شرعيتها وعدم الإعتراف بها، بل وجرى اعتقال وزرائها أثناء توجههم من القطاع الى مصر من قبل النظام الملكي في حينها. وهكذا ضاعت الفرصة الكبيرة والثمينة في لملمة ماتبقى من الأرض الفلسطينية، والبناء على ذلك لإسترداد باقي الجزء المحتل من فلسطين عام 1948، والإشتباك مع دولة الإحتلال بدلاً من تقديم الفرص الكبيرة لها للبقاء والديمومة واعادة ترتيب أوضاعها حتى نكسة العام 1967.

في زيارة مؤسس منظمة التحرير الفلسطينية المرحوم احمد الشقيري في أيار/مايو 1964، حملته جموع الناس على الأكتاف، وحلمها الوطني بالعودة لأرض فلسطين اليوم لاغداً.

اليرموك عنوان، وتاريخ وطني وقومي، والتاريخ المُدوّن والمكتوب لايموت، وكل من يريد لي عنق التاريخ ونسفه، مجرم في نهاية المطاف.

بقلم/ علي بدوان