في نهاية هذا العام برز حدثين مهمين للغاية تفصل بينهما أيام قليلة , الأول هو قرار المحكمة الدستورية بحل المجلس التشريعي , والثاني هو شهادة الرئيس السابق لمصر , محمد حسني مبارك , أمام المحكمة لإدانة الرئيس السابق محمد مرسي ومجموعة من قيادات جماعة الإخوان في قضية إقتحام الحدود والسجون أثناء الثورة المصرية , فالحدث الأول وهو حل التشريعي له تداعيات قد تتطلب من حماس أن تكثف علاقاتها مع دول الجوار وخاصة مصر لتسهيل مهام تسويق مشروعها دوليا , وقد حدث بالفعل , فبالأمس أرسل أحمد بحر القيادي في حماس رسائل عاجلة للأمم المتحدة والبرلمانات العربية والدولية , وذلك تمهيدا لخطوات قادمة تحمل تمسك حماس بصفتها البرلمانية , وقد يتطلب ذلك أيضا خروج وفود حماس للخارج لنفس الهدف , والحدث الثاني وهو شهادة مبارك أمام المحكمة لإدانة حماس بقضية إقتحام الحدود والسجون في مصر أثناء الثورة , قد يتطلب من مصر أن تعيد النظر في علاقتها مع حماس , وهذا بحد ذاته يجعل من شبح الإخوان والذي يطارد حماس في كل محكمة عائقا أمام تسوية العلاقات بين حماس ومصر بعد زمن الإخوان .
إستطاعت المخابرات المصرية أن تدخل حماس في بيت الطاعة , وأن تروضها لمرحلة جديدة تخدم مستقبل مصر مع غزة أمنيا وجغرافيا , وذلك بعد وثيقة حماس الأخيرة والتي أعلنت من خلالها أن لا علاقة تربطها بجماعة الإخوان , وأن العلاقة بينهما فكرية فقط كأي علاقة معنوية بين كيانين مستقلين , وبناء على ذلك قدمت حماس الولاء والطاعة للنظام المصري كونه بوابتها للعالم الخارجي , ولكن شبح الإخوان عبر الإعلام المصري والذي يهاجم حماس بإستمرار , والمحاكم المستمرة للإخوان والتي يتم من خلالها إدانة حماس بأفعال ماضية قد تكون بريئة منها وقد تكون فعلتها , يتطلب من حماس أن تقدم المزيد من دلائل برائتها في هذه القضايا , وخاصة أن حماس في هذا الوقت بأمس الحاجة لمصر .
برأيي أنه في الأيام القادمة ستجدد حماس الولاء والطاعة لمصر في كل المجالات , وإذا تطلب الأمر أن تقدم دلائل برائتها من التهم الموجهة إليها في المحاكم المصرية فلم تتردد عن فعل ذلك , وحتى لو كان هذا على حساب كشف بعض أسرار علاقتها بجماعة الإخوان سابقا , لأن حماس تدرك تماما أنها وفي حال خسارتها للنظام المصري ستقع بين فكين قاسيين , فك النظام وفك داعش وهو ألذ أعدائها , وفي أسوأ الأحوال فلن يكون هناك مكان لحماس في سيناء كملعب أمني خارج السياق السياسي , لأن سيناء أصبحت ملعب داعش ومن الصعب وجود حماس هناك وحتى لو كان بهدف الإشراف على دخول الأسلحة لها عبر الأنفاق .
بقلم/ أشرف صالح