بينما رؤساء العالم يبشرون شعوبهم بعام جديد تسوده المحبة والتغلب على الازمات وعام للبناء والتقدم والسلام ، يفاجئنا رئيس السلطة ورئيس منظمة التحرير ورئيس فتح "كما يدعي" وباحتفالية رأس السنة وأنطلاقة فتح امام حشد متواضع ومن خلفه "طاقم الكومبارس " بكارثة من كوارثه وافعاله وسلوكياته التي لا يمكن ان تكون من صفات رئيس او امير او ملك او رئيس حكم ذاتي في اي ولاية او قطعة ارض " فيتهم شعب يقوده وما زال على رأس الشرعية "المغتصبة " يتهمهم "بالجواسيس "، واذا ما اخذنا بالمعايير الاحصائية ان من استهدفهم عباس لايقل تعدادهم عن 200 الف من سكان غزة، اي يمثلون غالبية تعداد الاسر ولقطاع تعداده 2 مليون نسمة ، اي متابع لتعبيرات ملامح عباس يستدل على دراسة سيكولوجية لهذا الرجل الذي لانشك لحظة ومن زمن بانه يعاني من خلل نفسي ونوع من انواع الماناخوليا ، هذا ليس مجرد هجاء او تطاول بل حقيقة لرجل اتت به ظروف ذاتية وموضوعية وبالتاكيد ليست وطنية ليقود السلطة والمنظمة ، انها حالة الهوس التي دفعت به بتريث سيكولوجي بعض الشيء لينطق بحالة هستيرية "" جواسيس ..كلهم جواسيس"".
اما ما نكتشفه بالتلفظ بهذا المصطلح وقانونيا بانه يفتح المجال لاحتماليتين :-
الاحتمال الاول : بانه لا يتمتع بصحة نفسية ليقود شعب لحالة الاتهام الغير محددة والمخصصة ويتهم مكون وطني كامل .
الاحتمال الثاني : فهو عملية اسقاط سيكولوجية تعكس ما بداخله عن حقيقية نسبها للغير ، اجمالا لا نريد ان نتبحر في علم النفس بالقدر الذي سنفند فيه حالة التخبط الخطرة التي يمر فيها السيد عباس .
بالتاكيد ان المقصود من هذا الاتهام هو محمد دحلان والتيار الاصلاحي وحماس ، ولكن نسي السيد عباس بلغة الشمولية والتعميم ان يقول هؤلاء جواسيس لمن ..؟! والجاسوسية ان يعمل هؤلاء الذي قدرت عددهم في حماس والتيار الاصلاحي 200 الف نسمة لصالح اعداء الوطن ..؟ ولكن من هم اعداء الوطن ؟ بالتأكيد لا عدو للفلسطينيين الا اسرائيل ..؟؟ فهل هؤلاء يعملون لصالح اسرائيل ..؟؟ وماذا عن حقيقة السلطة الان ..؟؟ وما هو دورها الامني في التنسيق..؟ وهل السيد عباس يضمن اداء البعض في اجهزته بانهم لا يتعاملون مع اسرائيل بالباطن وان لم يكن بعلمه فربما خارج علمه وسيطرته..؟؟ وهذه حقيقة أعترف بها الاسرائيليون والامريكان و تحدثوا عنها وكذلك افراد من الشعب الفلسطيني تحدثوا عنها في الضفة .. ولكن من استهدفهم عباس هل تربطهم اتفاقيات ومعهاهدات مع اسرائيل ..؟ وهل قالوا مثلا كما اتى في تصريحات عباس "" اسرائيل دولة جارة وصديقة ومهمتنا حفظ الامن معها ، لا اطمع بالاقامة والعودة لصفد ولكن زائرا لها "" اي الجاسوس من يفرط بحق العودة والتنازل الشخصي والعام عن املاك واستحقاقات فردية وجماعية ووطنية .
غزة التي خاضت ثلاث حروب من اجل اسقاط برنامجكم واعترافكم باسرائيل بمقابل لا شيء ، غزة التي تدفع الشهيد تلو الشهيد في مسيرات العودة وفك الحصار ، غزة التي تحاصرها وتستخدم كل الوسائل من اجل ايقاف اي مساعدات او مشاريع تخفف العناء عن اهلها ، الشمس ما بتتغطى بغربال .!، ولكن حالة التخبط تكشف مقدار التضارب بين من رفضتم تمرير قرار امريكا بوصف حماس بالارهاب ، وبين ما وصفتموها بالجواسيس ، اي من مواقفكم يصدق ويعتمد ..؟!
اما فتح والانطلاقة ، اعتقد تصريح الشهيد عرفات ينهي اهلية ان تحتفلوا بانطلاقتها ، اولا ، بما وصفكم به عرفات بانكم كرزاي فلسطين ، وهنا نقف على المفهوم السياسي والوطني لهذا المصطلح ، اما ثانيا فانتم فعلا لم تستطيعوا استخدام مسدس وهذا منافي لفكرة انكم من المؤسسين الذين اقروا الكفاح المسلح ، والانطلاقة تعني الكفاح المسلح ، ولولا العاصفة لما كان الجناح السياسي وجد التفاف شعبي وغيره على فتح ..... اما ثالثا ، فانتم قد وصفتم المقاومة والكفاح المسلح بالارهاب والتزمتم بمحاربته ، اذا باي كيفية تحتفلون بالانطلاقة ، وتصفون الملتزمين بفتح وباخلاقها وبوحدتها وبمبادئها بانهم جواسيس ..؟؟! ومن هو الجاسوس اذا ..؟؟
دحلان والتيار الاصلاحي استنفذ كل صبره وما زال لديه الرصيد للوحدة الحركية على وضوح البرنامج. ووقف التنسيق الامني والاصلاحات الداخلية في حركة فتح والعدالة الجغرافية وانهاء حالة الدكتاتورية المستبدة واطلاق مؤتمرات حركية ملتزمة بالنظام ،.
دحلان رجل البناء لا الهدم ينطلق سلوكيا وسياسيا بعمق وطني وحدوي ويدعو الى شراكة وطنية ناضجة وواعية وقيادة جماعية, فعصر الزعيم الاوحد قد ولى، هذه حقيقة ، دحلان يتحرك من عمق ازمات المرحلة ويطرح ولاكثر من مرة خارطة طريق فتحاوية ووطنية ، كان لها التقدير والاحترام من كل فئات الشعب بكافة انتماءاتهم .
لم تعد ادعاءات عباس قوية وكذلك اتهاماته التي تعود ان يطلقها من حين لاخر فالافعال لدحلان تفشل الاقوال ، ودحلان والتيار الاصلاحي تجاوز حالة القرصنة على قرار فتح فهو ماض من اجل وحدة فتح كل فتح على قاعدة الامانة الوطنية والنظام الحركي والاخلاقيات الحركية من حقوق وواجبات لا اقصاء ولا تعسف .وهو الأجدر بايقاد شعلة الأنطلاقة
هم هؤلاء الذين وصفهم عباس بالجواسيس ... يا ترى كيف نعرف الجاسوسية ..؟؟!
سميح خلف