“تلفزيون فلسطين .. صوتكم باق .. ورسالتكم الأنقى والأسمى“

بقلم: فراس الطيراوي

تلفزيون فلسطين .. صوتكم باق

ورسالتكم الأنقى،  والأسمى رغماً عن أنف خفافيش الليل، وضعاف النفوس، وأعداء الكلمة والحرية الذين يحاولون فرض سياسة التعتيم الإعلامي، وتكميم الأفواه، ومصادرة الرأي والرأي الأخر

وحجب نقل الحقيقة عن الشارع العربي والدولي بشكل عام،

والفلسطيني بشكل خاص، و يسعون في الأرض خراباً، و يشككون فى كل شىء ويسخرون من كل قيمة، ويعظمون كل دنيئة ويصغرون كل كبيرة، هؤلاء هم «الفجرة» فى الأرض. وخفافيش الخراب ومروجي الفتنه والنعرات أصبحوا وللأسف الشديد أكثر من «الهم على القلب» فضلاً عمن يروج لأفكارهم  واشعال الحرائق، هؤلاء تجدهم فى كل مصيبة يتداولون أفكارهم الشيطانية فى منظومة متشابكة وعنكبوتية تستهدف التشكيك والتخوين، والتقليل من كل جهد مخلص يسعى للخير وإنارة طريق معتم وكشف الحقيقة، وتصحيح أفكار خاطئة، هؤلاء «القلة» تحسبهم كثرة من صوتهم العالى، ونبرته الزاعقة والحماسية  والمزعجة، يهبون علينا من كل حدب وصوب، يحاصروننا بسوادهم ونطاقهم البائس، يضربون بجهد جهيد حتى يتحقق لهم ما يريدون، وسط صمت الفاهمين، والعالمين والمفكرين بسلام وحسن نية.

فجأة تجد المنطق المغلوط والمشكك عن عمد هو المسيطر على ساحة العقل، لدرجه تجعل صاحب الفكر السديد يراجع نفسه ويشك فى يقينه وعقيدته الراسخة.

كلنا يعرف أنه يوجد خونة وعملاء ومأجورين، وكل سعيهم فى الخراب، ومع ذلك تجدهم يرددون شعاراتهم ويفرضون أنفسهم وفكرهم علينا، وسط تراخ من كل حماة الفكر المستنير بل تجد أحياناً من يشجعهم على ارتكاب جرائمهم النكراء من باب حرية الفكر وعرض كل الآراء والاطروحات؟! ولكن رغم سوداوية المشهد «الحق أبلج والباطل لجلج» ولا عجب من كلّ ما يحدث ، فالذهب يعرض على النار ليذهب خبثه ، ويُحرَق صدأه ، وتظهر حقيقته ، ويسطع بريقه .. ( .. فأمّا الزبد فيذهب جفاءً ، وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ، كذلك يضرب الله الأمثال (17) ) الرعد .لقد شاءت إرادة الله لهذا الشعب الحرّ الأصيل أن يكشف عن أصالة معدنه ونفاسته ، وأن يميز الخبيث من الطيّب ، فيفضح أولئك المنافقين ، الوصوليّين المنتكسين ، الذين جعلوا من الوطن العزيز مرتعاً لكلّ خسيس ، وجعلوا من أبنائه الأحرار سوقاً للنخاسة ، يبيعون فيها ويشترون ، ويساومون ويماكسون ، ويزايدون ويتناجشون ، بلا حاجز يحجزهم ، ولا ضمير يردعهم ، وراجت تجارتهم الزائفة الخبيثة ، على حين غفلة من أهل الحقّ واستغفال ، فحسبوا أن سوق نخاستهم ستدوم أبد الدهر ولكن هيهات .

ختاما : إن الآعتداء الأثم على تلفزيون فلسطين في قطاعنا الأشم أو على أي محطة إعلامية عمل مدان وجبان بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ووصمة عار  وجريمة وطنية بامتياز يندى لها الجبين.

وكما كان يقول الختيار ابو عمار طيب الله ثراه " الثورة ليست بندقية فحسب فان كانت كذلك فهي قاطعة طريق ، الثورة : معول فلاح ، وقلم كاتب ، ونبض شاعر، ومبضع طبيب، وكاميرا إعلامي، وريشة فنان، وإبرة إمرأة فلسطينية تخيط قميص زوجها الفدائي".

بقلم/ فراس الطيراوي