يطل علينا عام 2019 م والقضية الفلسطينية في أصعب ظروفها بعد أن تداعى عليها القريب قبل البعيد، القدس بصك ترامب جعلها عاصمة للكيان الصهيوني بتاريخ 14/مايو/2018م، التاريخ المشؤوم في ذاكرة الشعب الفلسطيني، هذا اليوم الذي أرتكب العدو الصهيوني مذبحة ارتقى فيها 43 شهيداً على حدود قطاع غزة، رفضاً لهذا القرار الظالم والعنصري والاستبدادي الذي اعطى من لا يملك لمن لا يستحق، لم يقتصر الأمر على ذلك بل تاجر بعض المشبوهين والسماسرة والمتورطين من بني جلدتنا في بيع أراضي وبيوت مدينة القدس إلى العدو الصهيوني.
غادر عام 2018م والدول العربية تدخل في مارثون تطبيعي مع العدو الصهيوني في مختلف الأصعدة السياسية، والاقتصادية، والاعلامية، والسياحية، والرياضية، وغير ذلك، لكن على الصعيد المحلي أنتهى عام 2018م وحدث فيه أبرز معلم وحدوي فلسطيني ألا وهو مسيرات العودة التي كان لها الأثر الكبير على القضية الفلسطينية رغم فاتورة الدم الباهظة التي دفعها الشعب الفلسطيني في المواجهات السلمية على حدود غزة التي استخدم العدو الصهيوني أشرس الأسلحة لقمعها والقضاء عليها لكن أهالي قطاع غزة استمروا في مواصلة تظاهرهم السلمي الذي أربك الحسابات الاسرائيلية على كافة الأصعدة.
أنتهى عام 2018 كما عام 2017 و 2016 حيث استمرار التباطؤ في أداء الاقتصاد الفلسطيني خلال الأعوام الأخيرة، جراء العديد من التغيرات السياسية والاقتصادية التي شهدتها المنطقة، وأثرت بشكل سلبي على محركات الاقتصاد الرئيسية وأضعفت النشاط الاقتصادي الفلسطيني وتحديداً في قطاع غزة الذي يعاني من حصار قاهر وظالم منذ ثلاثة عشر سنة، وتشير الأرقام والإحصائيات خلال عام 2018 أن هناك كارثة اقتصادية وصحية وتعلمية وبيئية تعصف بقطاع غزة.
غادر عام 2018م وهو الأسوأ على مستوى انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني والإنسان الفلسطيني من قبل العدو الصهيوني الذي يمارس أبشع معالم الظلم بحق الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.
رحل عام 2018م ورحل معه كوكبة من الشهداء منهم الشهيد نور بركة والشهيد أشرف نعالوة والشهيد أحمد جرار ومعهم كوكبة أخرى في معركة صراع الأدمغة بين العدو الصهيوني والمقاومة الفلسطينية في انفجار خلال عملية أمنية وهم الشهيد محمود الأستاذ، والشهيد وسام أبو محروق، والشهيد طاهر شاهين، والشهيد موسى سلمان، والشهيد محمود الطواشي، والشهيد محمود القيشاوي، وشهداء أخرين.
أظهر عام 2018 أن هناك ارتفاعا في أعداد المهاجرين اليهود إلى إسرائيل بنسبة 5%، بمعدل ثلاثين ألفا معظمهم من روسيا، بما يزيد نسبتهم بـ45% عن السنة السابقة 2017، هذا وتم تدمير15 نفقا لحركة حماس وحزب الله خلال 2018م ، وحدث في عام 2018م 7 جولات تصعيد في غزة.
جاء عام 2019م ومازال الانقسام الفلسطيني من سيء إلى أسوء، ومن الواضح فيما يتعلق بملف الانقسام الفلسطيني أنه لا يوجد جديد ليذكر بل استمرار وزيادة العقوبات الانتقامية بحق قطاع غزة واستمرار الخطابات التوتيرية التي كان أخرها الخطاب الذي وصف أهل قطاع غزة " بالجواسيس"، وبقاء الكارثة الاقتصادية، والصحية، والتعليمية، والبيئية، التي تخنق غزة، هذا ستواصل المقاومة الفلسطينية خوض صراع الأدمغة مع العدو الصهيوني وابتكار وسائل قتالية لمواجهة العدو الصهيوني الذي سيعمل خلال عام 2019 على زيادة وتيرة التطبيع مع الدول العربية، ومن جانبه سيواجه الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده مسار التطبيع بين الكيان الصهيوني والدول العربية والاستمرار في نضاله من أجل نيل حقوقه المسلوبة.
بقلم/ أ.عبدالرحمن صالحة