حقيقة ثمة ما هو مهم ان يشعر الانسان بذاته عندما يرى الاخر يتحدث بنفس القيم والاخلاق والابعاد الوطنية التي يؤمن بها على مدار حياته ، هكذا هو سمير المشهراوي الذي شاهدته قبل لحظات على قناة الغد ، لم تكن المرة الاولى التي يتحدث بها الاخ سمير المشهراوي بلغة الصراحة والحقيقة والوضوح التي تصل للتلقائية الثورية وابعادها الصادقة التي تنطلق من قيم الثورة والاخلاق والانسانية معا ً .
ما تحدث به الاخ سمير المشهراوي هي الصراحة والحقيقة التي يرفضها البعض او يرفضها السحيجة والمصفقين الذي يريدون فتح كما يريدها محمود عباس وما تبرهن عنه سلوكياته من عجز سيكولوجي تاريخي ينعكس على حياته وتصرفاته واقواله وهذا الوصف ما وضعه ايضا ً الاخ سمير المشهراوي بتجربته في موقع القيادة سابقا ً وحاليا ً .
تحدث سمير المشهراوي ما فوق لغة الفصيل وهذا هو المطلوب ان نتحدث جميعاً بلغة ما فوق الفصيل اذا كانت لغة الفصيل كما يريدها عباس ، ففتح فعلا ً هي وسيلة وليست غاية والغاية هي فلسطين والتراب الفلسطيني كما اوضح ، يا ليت الكثيرين ان ياخذوا بما جاء من نسيان الذات والانصهار في القالب الحركي الذي يقود للحالة الوطنية وليس لزرع التشرذم والانغلاق وغيره من الافعال التي لم توصي بها حركة فتح ولم توضع في ادبياتها وقواميسها النضالية .
حقيقة اخرى قالها الاخ سمير واعتقد انه يعمل بها عندما انتمى المناضلين لفتح ، واقول هنا المناضلين وليسوا الشيء الاخر ، انتموا لفتح من اجل فلسطين وليس من اجل ايكونة تسمى فتح فايكونة فتح هي القالب الشعبي والحاضنة الشعبية والحالة الوطنية المتراكمة للشعب الفلسطيني ما قبل الهجرة وما بعدها .
تطرق الحديث عن سلوكيات ابو مازن وعن عقله الباطن وهذا ما اشار له الاخ سمير المشهراوي وما اشرت له في كثير من المواقف والاقوال انه الرجل الباطني الذي يقول بعكس ما يضمر ويفعل فالقدس كما قال الاخ سمير المشهراوي لا تعني كلمة يقولها عباس في احد اقواله او خطاباته ، القدس تحتاج العمل وتحتاج برنامج وتحتاج تعبئة وتحتاج وحدة وطنية وتحتاج وضع كل الامكانيات في نصابها الوطني لكي تقف عمليات الاستيطان والتهويد في القدس ، اشار الاخ سمير المشهراوي في لقائه بان الاستيطان قد تضاعف وفند عجز برنامج ابو مازن واشار ايضا ً على الكذب والخداع والغش الذي يمارسه عزام الاحمد عندما قال ان الاحتلال يصاب بالرعب من ابو مازن في احد الملتقيات الدولية ، بينما الدبابات الاسرائيلية تتجول قرب منزله والجنود الاسرائيليين وانهم في عطلة نهاية الاسبوع .
اما غزة فقد اشار لها القائد الوطني سمير المشهراوي ، وهنا اقول القائد الوطني الذي تجاوز لغة الحزب وطقوسها التي يريدون ان يحبسوا الفتحاويين بها ، اشار الى المعاناة ومعاناة الفتحاويين بشكل اساسي الذي استهدفهم ابو مازن بعدة قرارات تفقدهم الكرامة والامن والامان وليشكلوا حالة وطنية صحية وصحيحة ، اذا كيف يريد ابو مازن لفتح ان تتحرر من قيودها ؟ وكيف يريد ابو مازن ان يكون لحركة فتح ٍدورها الطليعي كما كانت عبر تاريخها ؟ هذه اسئلة مهمة جدا ً في ظل سلوكيات ابو مازن ؟!
اشار الاخ سمير المشهراوي في لقائه ايضا عن جزء من التاريخ محملا ً المسؤولية لابو مازن وللسلطة ما قبل الانتخابات عام 2006 وهنا تظهر كبر وعظمة القائد عندما يوجه النقد لخطأ قد سبق ، فهو لم يوجه النقد لابو مازن فقط بل لمنظمومة حركة فتح بالكامل ، وهنا عظمة القول والفعل والالتزام والنقد .
تحدث الاخ سمير المشهراوي عن حماس وقال لو كنت مكان حماس ماذا كنت سافعل ؟ ليس مدافعا عن حماس ولكن بفهم واسع لتشابكات الحالة الفلسطينية وواقعها على الارض مشيرا ً الى فوز حماس بالغالبية التي يجب ان تحترم لرغبة خيارات الشعب وهذه الرغبة لم تحترم من قبل ابو مازن مشيرا ً الى انه في عام 2006 قد اشارت التعبئة والتنظيم لابو مازن بان الانتخابات ليست لصالح فتح وقالوا له ان فتح ستسقط فاجاب فلتسقط ماذا يعني ؟! ، متهما ً ابو مازن بالمسؤولية الاولى لما آلت اليه الامور سابقا وحاليا ً .
سمير المشهراوي وضع الفتحاويين امام المراة ولينظر كل منهم الى نفسه في تلك المرآة وعن حقيقة خافية قد يجدونها في سلوكياتهم قائلا ً لا نختلف مع كل اخوتنا في فتح في قطاع غزة ، ولكننا قلنا كلمتنا امام سلطان جائر ولم نرفض المصالحة يوما واعادة وحدة حركة فتح وكان الرفض من قبل ابو مازن الذي لا يريد غزة ولا يريد الحضور الى غزة الذي كان بامكانه بعد ان حلت حماس لجنتها الادارية ان يذهب الى غزة ويمارس صلاحياته الرئاسية والقيادية ولكن ابو مازن لا يريد غزة بل يريد ان تاكل غزة نفسها وانا ازيد هنا تحقيق رؤية اسحاق رابين ، هو يريدها حرب اهلية تقتتل غزة مع ذاتها وكما اشار الى ان ابو مازن لم يعمل يوما للعودة الى غزة وما فائدة ان يخرج كل الفتحاويين الى الشوارع لتسال دمائهم ويتم وضعهم في السجون ومقابل ماذا ؟!
اما عن التيار الاصلاحي فكل تواضع اشار الى ان التيار الاصلاحي قد اقاد الشعلة ، مشيرا ً الى موقف كان يمكن ان تخذه ابو عمار في هذه الحالة قائلا ً كان يمكن لابو عمار ( دول ولادي ودول ولادي وايه يعني ؟ ) للحفاظ على وحدة ولحمة الحركة ، وليس بردة فعل هابطة وسيكولوجية مدمرة طغت على لغة عباس حينما وصف غزة بالجواسيس ، اي حماس والتيار الاصلاحي الذين يشكلون غالبية المجلس التشريعي .
وعند سؤاله ماذا تقترحون لمعالجة الواقع اشار الاخ سمير المشهراوي الى عدة متجهات على مستوى حركة فتح وعلى المستوى الوطني من شراكة حقيقية وفهم متبادل للمرحلة مع الاخذ ببرنامج يستخدم كل المتجهات النضالية مقاومة شعبية وغير شعبية وتعبئة وتجديد في لغة الخطاب الفلسطيني .
هكذا هي فتح وهكذا قادتها الذين يدركون معاني الانتماء بالتاريخ الماضي والحاضر ومعطيات المستقبل الوطني نحو واقع اشمل واكبر من لغة الفصيل .
بقلم / سميح خلف