ونصف الموقف اكثر!

بقلم: توفيق الحاج

تأملت نصا شهيرا حفظناه عن ظهر قلب في السبعينات للثائر البذيء في الزمن البذيء الشاعرالاشهر مظفر النواب بعنوان(في الحانة القديمة) فهالتني تلك المقاربة النبوءة بين ماعاشه ونعيشه في الزمن الاكثر بذاءة .!
وجدت نفسي أكتب الجزء الاقرب من النص مع بعض الاعتذار لتصرف في كلمات هنا وكلمات هناك واضافة ما يواكب واقع الحالة التي نعيش بعد 40 عاما.
..............................................
.............................................
.....وهمست بدفء في رئتيها الباردتين.. أيقتلك البرد؟..أنا يقتلني نصف الدفء.. ونصف الموقف أكثر !
سيدتي.. نحن بغايا مثلك ..يزني القهر بنا.. والدين الكاذب.. والوعظ الكاذب.. والحكم الكاذب.. والأشعار.. ولون الدم يزور حتى في التأبين رماديا ..
وغنائم في بيت الحسبة ..يغدقها المولى.. من بعد حصار .. بسم الله.. الحال رغيدة ..النصر لنا مهما ضقنا لا يتأخر! هذي ألعاب تركية .. هذا ( بابا نويل) القطري .. يحمل حقائبه شهريا ..
كبر ..كبر يا هذا العربي .. أطعنا نحن الاخيار البررة.. من بشرنا تحت الشجرة ..في يدنا مفتاح الجنة .. في يدنا الموت فمن تختر؟!
ادع لخلافة استانبول .. ادع لامير امارتنا .... ادع لمناديب الحسبة .. فاللحظة صعبة!
ويكبر بعض الشعب.. باسم الرب لأن الحاكم أزعر !
سيدتي.. كيف يكون الانسان كريما.. والقاضي لص ملعون ..؟!
كيف يكون الإنسان شريفاً وجهاز الأمن يغل يديه بكل مكان والقادم أخطر؟1
نوضع في العصارة كي يخرج منا القرش .. الحكم يقاوم.. يساوم.. يهدىء.. يهادن ..يتكتك ..يتعرى ليفوز بثغر أو معبر !
يا الله... الحلم يضيع ... المشهد ضدان اختلفا .. فسد المتكبر فانقلب الاصغر ...
حماة الارض يتبارون في مضغ العلكة .. فصائل ظل تتهاوى.. القسمة ضيزى.فالنفق يضيق والظرف دقيق والوطن تبخر!
يا الله.. الشعب يجوع..أرملة لا تجد لطفليها غير الماء..وأمير الحارة ذو الكرشين ينصح بالصبر..ويعد بمأدبة الكوثر !
سيدتي.. لو افرغ كل الحانات.. لو أشرب خمر الدنيا ..من وجع بلادي لا أسكر
نخبك.. نخبك سيدتي... لم يتلوث منك سوى اللحم الفاني فالبعض يبيع اليابس والأخضر
ويدافع عن كل قضايا الحزب ويهرب من وجه خيانته.... لا ..لا الوطن له ...لا الدين له .. نفر يكفر حين يصلي..نفر يزني والبائع أكفر!
سيدتي ..... رغم السيف ..ورغم العسس ورغم الخوف
سأبول عليه وأسخر.. ثم أبول عليه وأسخر ثم تبولين عليه ونسخر !
........... هذا انت كما كنت ... وهذا الوجع انا .. لا زلنا فوق اليابسة نبوح ..ونحلم .. نتجذر
عفوا يا شاعر ذي النهرين .. يا نخل عراق مطرود .. أنت أنا وأنا أنت والعفو مظفر !
توفيق الحاج