إسرائيل أولا ... والايديولوجيا ثانيا

بقلم: ناهض زقوت

الانتقال من حزب إلى حزب، والخروج من الحزب وتشكيل حزب جديد، ظاهرة بارزة في المجتمع السياسي الإسرائيلي، خاصة في حمى الانتخابات، وهي ظاهرة عادية لا تحمل أية سلبيات على الشخصية السياسية، بل تدعم بكل قوة من المجتمع الإسرائيلي الناخب.
وحين ينتقل السياسي من حزب إلى آخر لا تعنيه الايديولوجيا بقدر ما تعنيه حماية إسرائيل وتقدمها والمحافظة على وجودها. فاليسار واليمين، والمتدين والعلماني، المتشدد دينيا والكافر دينيا، يوظفون الايديولوجيا في خدمة إسرائيل، ولا يأخذون في معايرة بعضهم البعض، ولا ينشغلون بأمور جانبية هامشية بان السياسي فلان منافق أو لا حزبي أو ... لأنه انتقل من حزب كذا إلى حزب كذا، لأنهم يؤمنون أن إسرائيل أولا، والايديولوجيا ثانيا، وما دام هذا السياسي يؤمن بان هذا الحزب أو هذا الحزب فالكل سواء أمام قدسية إسرائيل، فليس مهما الحزب إنما الاعتقاد بان هذا الحزب هو الذي يحقق مصالحه التي تخدم إسرائيل.
هذا بخلاف الرؤية العربية أو الفلسطينية، فالانتقال من حزب إلى آخر هو جريمة كبرى يحمل السياسي وزرها وكذلك الورثة من بعده، ويزاود عليه وينعت بشتى الأوصاف والألقاب، لأن الحزب والايديولوجيا لدينا أهم من الوطن.
متى نؤمن بأن كل الأحزاب والأيديولوجيات هي أدوات لخدمة الوطن.

ناهـض زقـوت