التجمع الديموقراطي الفلسطيني ماذا بعد للاعلان عن الانطلاقة ؟.

بقلم: وجيه أبوظريفة

 بدأت المسيرة الاصعب للتجمع الديموقراطي الفلسطيني بعد ان نجحت المسيرة الشعبية الاسهل التى شكلت اعلان الانطلاقة الفعلية للتجمع الديموقراطي والتى رفعت من سقف توقعات الجماهير التى انتظرت طويلا ظهور طرف سياسي ثالث وقوى ليملأ الفراغ الكبير بين اليمين العلماني متمثلا بحركة فتح من جهة وبين الاسلام السياسي متمثلا بحركة حماس من جهة اخرى وربما بالاصح تيارا يعالج الاشكالات الضخمة الناجمة عن نهج السيطرة والتحكم في النظام السياسي الفلسطيني الذى اوصلته هذه المنافسة بين الطرفين الى حد الانقسام وربما تدفع به رويدا رويدا نحو انفصال جغرافى يتبع الانقسام السياسي والقانوني والمؤسسي القائم منذ اكثر من عقد من الزمن

تاتى انطلاقة التجمع الديموقراطي هذه المرة بشكل تجاوز كثير من المحاولات لتشكيلة ولكنها كانت تتوقف قبل ان يتم الاعلان الرسمي عنه كما حدث هذه المرة مما يعطي حافزا قويا للاستمرار وعدم التراجع فأطراف التجمع لن تستطيع ان تغامر بإفشاله لانها ستواجه المجتمع بشكل يجعلها تدفع ثمنا كبيرا لاي فشل فمراهنة الجماهير علي التجمع تحمل أطرافه مسئولية الاستمرار والتقدم وتدفعهم نحو تطوير الآداء المشترك وصولا الى تجسيد التجمع على الارض كمحمور أساسي في توازنات المكونات السياسية للنظام السياسي الفلسطيني

جاء الاعلان عن تاسيس التجمع الديموقراطي في لحظة حساسة ومرحلة صعبة تمر بها القضية الفلسطينية والتى تتعرض لمخاطر اكبر من اي وقت مضى وتتعرض لهجمة منظمة من دولة الاحتلال عبر استمرار وتوسيع الاستيطان وتهويد القدس واستكمال جدار الفصل العنصرى وحصار غزة ومن حليفتها الأكبر الولايات المتحدة الامريكية التى تحضر لصفقة العصر التى تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي في ظل حالة من التراجع العربي والانشغال بالقضايا المحلية للدول العربية وتركيز العالم على قضاياه الخاصة وفي مقدمتها محاربة الاٍرهاب وقضايا الهجرة والتنمية مما يحمل التجمع الديموقراطي عبئا اكبر في مواجهة الاحتلال وحماية المشروع الوطني وحماية الوطن من نتائج هذه السياسات التي يساهم الصراع الداخلي والانقسام بين حركتي فتح وحماس على تمريرها او على الأقل يمنع إعاقتها

ان المطلوب الان الاسراع فى وضع اليات العمل للتجمع والانتشار في المواقع والعمل وسط الجماهير وخاصة القطاعات المهنية والمرأة والشباب والمخيمات والريف الفلسطيني والمناطق والفئات المهمشة للدفاع عن مصالحها وجذبها للمشاركة في المعركة الوطنية ضد الاحتلال وايضاً لحماية الديموقراطية وصون الحريات العامة والخاصة واعادة بناء المجتمع علي أسس من العدالة الاجتماعية والمساواة ومواجهة التفرد والهيمنة وايضاً محاربة الظلم والفساد

ان الجميع ينتظر ان يكون التجمع الديموقراطي خيارا للجماهير ومعبرا عنها مدافعا عن حقوقها فاليسار الفلسطيني يمتلك القدرة على كسب قلوب الجماهير وعقولها وتأييدها لبناء مستقبل افضل للشعب والوطن

د. وجيه ابو ظريفة *.

* عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني