منذ فترة طويلة ونتنياهو يطرق ابواب دول الخليج العربي منهم من فتح له الباب سرا ومنهم من فتح له الباب علنا لكن بدأنا نلاخظ هذه الايام تسارع وتيرة العلاقة بين كافة دول الخليج واسرائيل دون استثناء مع ان الاعلام الاسرائيلي يصور ان العرب يهرولوا الى اسرائيل لكن العكس هو الواقع فان نتنياهو يهرول لاي علاقة مع العالم العربي ويصورها بالكبيرة حتي لوكانت تاتي ضمن كواليس مؤامرات دولية فاسرائيل تكشف كل زيارة لاي وفد عربي لها وليس العكس . لم يتوقف نتنياهوعن الحديث عن العلاقات مع العالم العربي لكنه باستمراريقصد فضح العرب بعلاقاتهم المحرمة التى تجري يوميا بل ويتفاخر بهذه العلاقات لانه يعرف ان هذه العلاقة تكون على حساب حقوق الفلسطينين وحل الصراع , ما بات مفهوما ان نتنياهو يهرول ايضا لعلاقة ما مع دول الخليج والسعودية لتحسين وضعه الانتخابي امام خصومه السياسيين والتغطية على ملفات الفساد الكبيرة التى تهدد مستقبلة السياسي والا فانه يقترب من حافة الهزيمة خاصة امام الاحزاب الناشئة التي باتت محط اغراء للناخب الاسرائيلي وخاصة المستوطينين الذين يطالبون نتنياهو باستمرار بتوجيه ضربة ساحقة للمقاومة الفلسطينية في غزة لتوفير الامن لهم بالجنوب دون جدوي.
لم يقبل نتنياهو بتبكير الانتخابات الا لانه متأكد انه سيقدم للناخب الاسرائيلي الجديد وهو نجاحه في عقد علاقات مع دول الخليج بثقل استراتيجي ليقول انه حقق لاسرائيل ما لم يحققه اي زعيم يهودي اخر وفتح ابواب امام اسرائيل كانت مغلقة منذ قيام الدولة مستغلا ما يجري بالعالم العربي من حروب وتوترات طائفية سنية وشيعية بين العرب من ناحية وايران من ناحية اخري , ادارة ترامب لها اليد الطولي في تهيئة الاجواء بالاقليم لانشاء حلف استراتيجي تكون فيه اسرائيل عضو بارز وهذا ما كشفته جولة وزير الخاريجية الاميريكي "مكايك بومبيو" الحالية للخليج العربي بالبدء باطلاق هذا الحلف وبالتالي البدء برسم قنوات تطبيع اسرئيلي عربي وبالعكس تصب في خانة تحقيق احد اهم اهداف الحلف الاستراتيجي الجديد وعلينا ان نتوقع ان يقوم نتنياهو بعدد من الزيارات للقاء امراء وملوك تلك الدول.
لم تتواني اسرائيل في فضح الحكومات العربية التي استجابت لمراسلات اسرائيل في ارسال وفود من الخبراء الي تل ابيب , العراق السعودية الامارات قطر البحرين عمان ارسلوا جميعهم وفودا في مجالات مختلفة لاسرائيل وظل الامر طي الكتمان الا ان الصحافة الاسرائيلية تتنافس في الكشف عن مثل هذه الزيارات ليقول نتنياهو للفلسطينين انهم لم يعودوا يقفوا على الباب بينه وبين العرب وكذلك يحقق تقدم في انتخابات الكنيست القادمة . في حفل تنصيب رئيس اركان الجيش الاسرائيلي "كوحافي" مؤخرا لم يتحدث نتنياهو عن اي خطط سلام مع الفلسطينين ولم يشير ولو بكلمة لاحتلال الضفة وغزة والقدس وامكانية انهاء الصراع لكنه ركز على ان اسرائيل اليوم تنفتح على العالم العربي والعلاقة اقرب من اي وقت مضي وقال أن الدول المسلمة "تقترب منا لأنهم يفهمون أننا لسنا أعداء"، وقال : "واجهنا تحديات كبيرة مع تغيرات الجبهات في غزة وسوريا ولبنان وأماكن أخرى، أمامنا عامل مركزي واحد هو إيران وأذرعها" وهذا يعني ان اسرائيل اليوم تحاول تصوير ان التهديد الاكبر لكل الدول العربية ولها هو الوجود الايراني والمخيف انه يتحدث عن ازرع لايران ويقصد بها حزب الله حركات المقاومة الفلسطينية في غزة وهو يعرف ان ايران لا تشكل تهديدا لاسرائيل ولا تشكل تهديدا للعرب لكنه حسب الاسس القاعدية للحلف الجديد باستبدال العدو المركزي للعرب بايران بدلا من اسرائيل بات يوظف ذلك لصالح الحلف الامريكي الاسرائيلي العرب الجديد الذي يهدف الانقضاض على اي اسس لحل الصراع لتشريع العلاقة بين اسرائيل والعرب دون ان تنهي اسرائيل الصراع وبالتالي تختزل الصراع في ازمة فلسطينية اسرائيلية على الارض يمكن ان تقدم لها حلول عبر مبادرة الادراة الامريكية القادمة .
يدور الحدث الان عن ترتيبات على مستوي كبير في احد العواصم العربية للقاء بين نتنياهو والامير محمد بن سلمان ولي عهد العربية السعودية لتدشين علاقات اسرائيلية سعودية رسمية بعد ان كانت في السر وتجري بحدود وفود خبراء بالمجالات المختلفة تصل تل ابيب وبالعكس ولعل اكثر ما يثير القلق بمثل هذه اللقاءات ان تكون فاتحة علاقات رسمية سعودية اسرائيلية على حساب مبادرة السلام العربية التى قدمتها السعودية في القمة العربية 2002 والتى لم تعترف بها اسرائيل حتي الان وتريد قلبها لتحقق السلام للفلسطينين من خلال العرب وليس العكس وبالتالي لن تبقي مبادرة السلام مرجعية اساسية لتحقيق حل الدولتين وانهاء الصراع . الذي نخشاة ليس حدوث هذا اللقاء لانه لم يعد جريمة بالمفهوم السياسي في ظل العلاقات السرية والمحرمة التي تجري على مختلف المستويات بين العرب واسرائيل لتصل ابعد من لقاء سياسي لكن لقاء محمد بن سلمان ونتنياهو ان حصل سيخدم نتنياهو في الانتخابات القادمة ويضمن له نصركبير على خصومة السياسيين وقد يستخدمة كجزء من سياسيته في حالة الفوزوهذا يعني دعاية انتخابية كبيرة تصب ايجابياتها باتجاه اليمين المتطرف من جديد ليتربع على سدة الحكم باسرائيل ويستمكل مشروع الدولة اليهودية الكبيرة القائمة على الاستيطان واستباحة الارض العربية في الضفة وسرقة التراث الاسلامي والوطني الفلسطيني و انهاء الهوية الفلسطينية في القدس العربية العاصمة الابدية للدولة الفلسطينية التى باتت قاب قوسين اوادني من استكمال تهويدها , في المقابل لن تحقق السعودية الكثير من وراء هذا اللقاء لانها كدولة غنية لا تحتاج اسرائيل الان سوي كسوق لشراء السلاح والتكنولوجيا الحربية وتقوية الترسانة المسلحة السعودية وتحديث سلاحها في ظل التوتر والتهديد المستمر بالخليج العربي والحرب الدائرة على الحوثين باليمن والتي باتت من معالم الحياة السياسية بالعالم العربي .
بقلم/ د. هاني العقاد